واشنطن تفاوض كييف

واشنطن تفاوض كييف….!
د.نزيه منصور
على إثر انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك المنظومة الاشتراكية، انتقلت دولها إلى النظام الرأسمالي. وتعتبر أوكرانيا أكبرها مساحة وأكثرها عدد سكان وأغناها بالموارد الطبيعية، مما دفع بالولايات المتحدة الأميركية إلى استغلال الواقع الدولي المستجد واستثمار عقدة الشرق تجاه الغرب. وأخذت روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفياتي تستعيد عافيتها وتشكل رأس حربة للدول المتضررة من واشنطن…!
وإذ بالهيمنة الأميركية تحرض أوكرانيا وتغذي الخلافات بينها وبين أبناء جلدتها من الروس، وتنشئ قواعد أميركية تهدد الاستقرار الروسي، خاصة أن اوكرانيا تشكل الحديقة الخلفية لروسيا. مما حفز الرئيس الروسي على اجتياح أوكرانيا في ٢٤ فبراير (شباط) ٢٠٢٢، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم. وإذ بالاتحاد الأوروبي وبريطانيا يخشيان امتداد الحرب وتوسعها، فدعما أوكرانيا مالياً وسياسياً وعسكرياً بأمر من أميركا، مما أدى الى إنهاك واستنزاف الجميع..!
وبعد فوز دونالد ترامب من الحزب الجمهوري برئاسة الإدارة الأميركية، وسقوط بايدن من الحزب الديمقراطي، بادر ترامب إلى التواصل مع الرئيس الروسي بوتين والتفاهم على إنهاء الأزمة الأوكرانية على حساب كييف. وبالفعل استُدعِيَ زيلنسكي إلى البيت الأبيض وعومل بدونية، وطُلب منه رفع الراية البيضاء، فقد انتهت ولايته، وبما أن قيمة الدعم الأميركي قد بلغت ٣٧٠ مليار دولار، عليه الإذعان وعدم الاعتراض…!
وبعد هذا المشهد من سيناريو الحرب تبرز المصالح الأميركية فوق كل اعتبار. وفجأة تنتقل واشنطن من محرّض وداعم لزيلنسكي إلى طرف مفاوض مع كييف، وكأن الحرب بينهما، واستبعاد موسكو وكأنها غير معنية، وهي من اجتاحت وسيطرت على أراضٍ أوكرانية…!
ويتبين مما تتقدم، أن الولايات المتحدة ليس لديها حلفاء، بل أتباع تستخدمهم وفقاً للحاجة. وبعد استنفاد الهدف وتحقيق المصلحة تفرض التسوية التي تظهر فيها أنها سيدة العالم فتفرض ما تشاء…!
وعليه تنهض تساؤلات عدة منها:
١- هل واشنطن لديها حلفاء أم أتباع؟
٢- هل تبقى سيدة العالم ؟
٣- لماذا انقلبت على زيلنسكي؟
٤- ما الاسباب التي دفعت ترامب للتفاهم مع بوتين؟
