Cancel Preloader

١٧ أيار و ١٧٠١

Loading

كتب الدكتور نزيه منصور

بتاريخ ١٧ أيار ١٩٨٣ تم توقيع ما يُعرف باتفاقية ١٧ أيار من قبل ممثل الحكومة اللبنانية ومندوب حكومة العدو، وتضمنت إنهاء اتفاقية الهدنة والتي تعود إلى نهايات اربعينية القرن الماضي عقب إنشاء الكيان المؤقت، وقد جعلت هذه الاتفاقية لبنان أمنياً وعسكرياً تحت الوصاية الصهيونية، حيث حُدد عدد ضباط وجنود الجيش اللبناني وكميات الأسلحة المسموحة، وهي أقرب إلى شرطة أمن داخلي مع ضم الميليشيات العميلة إلى جانب الجيش تحت عنوان حرس وطني وأنصار، ويبقى لجيش العدو حرية التصرف ومراقبة تفاصيل أمنية واقتصادية وسياسية، لن ندخل تفاصيلها، وقد وافق مجلس النواب آنذاك على الاتفاقية في حزيران ١٩٨٣ بأكثرية ساحقة…!


وبتاريخ ٦ شباط ١٩٨٤ انتفضت الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية وواجهت العدو بعمليات عسكرية أجبرته على الانسحاب، وبتاريخ ١٥ حزيران ١٩٨٧، ألغى مجلس النواب الاتفاقية…!
وبتاريخ ١٢تموز ٢٠٠٦، شنّ العدو عدواناً همجياً على لبنان براً وجواً وبحراً بذريعة أسر جنديين صهيونيين بهدف تحرير معتقلين لبنانيين في المعتقلات الصهيونية. وبتاريخ ١١ آب ٢٠٠٦، أصدر مجلس الأمن القرار ١٧٠١ الذي قضى بوقف إطلاق والعمليات الحربية من قبل المتحاربين، وطالب الحكومة اللبنانية بنشر قواتها العسكرية اللبنانية مع قوات اليونيفيل والقيام بتحقيق السلام، وانسحاب قوات العدو إلى خارج الخط الأزرق وحل احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وإعادة إعمار المناطق المدمرة وتقديم المساعدات المالية للبنان….!
ما نشهده الآن من محاولات أميركية-صهيونية وتناغم مؤسف من أطراف لبنانية تتناغم مع العدو عن حُسن نية أو سوئها لا يخدم استقلال وسيادة لبنان المباحة سياسياً وأمنياً وعسكرياً واقتصادياً بل يهدف إلى فرض معادلات جديدة، ويمنح العدو ما عجز عنه في كل اجتياحاته وعنوانه المتكرر بأن يكون راعياً أمنياً وعسكرياً بحجة تنفيذ القرار ١٧٠١ ونزع قدرات لبنان الذاتية والشعبية وإذعاناً تحت الدمار والقتل، وزرع فتنة بين اللبنانيين التي فشلت مرات ومرات ولم ولن يكتب لها النجاح، وإذا أراد البعض بالاذعان والاستسلام للأمر الواقع، فهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً خاصة أن المقا.ومة تحقق إنجازات متراكمة اعترف بها العدو ومن خلفه، والتي حالت دون تحقيق أهدافه المعلنة والمضمرة، وهو يعلم والتاريخ يشهد بأن ما من احتلال استقر إلا ورحل مدحوراً مذموماً يجر الخيبة معه….!
بناءً عليه لا يظنن أحد أو يراهن على الاستسلام ورفع الرايات البيضاء ولي ذراع اشاوس وابطال المواجهة على طول الجبهات وعلى أرض المعركة، ومع كل جولة يلجأ العدو إلى تدمير القرى والمدن بهدف إخفاء خسائره
من الآليات العسكرية ومرتزقته وعصاباته المسلحة…!
تنهض مما تقدم تساؤلات عديدة منها:
١- لماذا هذا التناغم بين البعض من اللبنانيين مع طلبات الأميركي -الصهيوني؟
٢- هل تخضع وتذعن حكومة تصريف الأعمال للمقترحات الأميركية الصهيونية وتتجاوز ما رُفض في ١٧ أيار تحت شعار تطبيق ١٧٠١؟
٢- هل سكتت صواريخ ومدافع الاشاوس في الجنوب؟
٤- من هزم العدو في ١٩٩٣ و١٩٩٦ و٢٠٠٠ و٢٠٠٦ يُمكن أن يهزم الآن؟

MNews