أربعون العيون
مصطفى نور الدين
أربعون العيون
سالَتْ منهمرةً كالسَّيل،،
سَأَلتِ الوجناتُ العيون،،
لماذا كلُّ هذا الفَيْضُ،
أحزَنْتِنِي أيتُها العينُ
مَنْ فَقدْتِ؟ مِنَ الاحبابِ والغوالي ؟ ، أبٌ، اخٌ، اختٌ، اُمٌّ، اِبنٌ ، مَن ؟؟
امَا زِلتِ لا تُجيبين ،،
باللهِ عليكِ أيتُها الساكبةُ،
مَنِ ارتَحَلَ عن ناظِرَيكِ ،
وعن ضياءِ مُقلتَيكِ، ،
تَفتّحتِ الرموشُ من بينِ المُحدِّقات ، ،
وحَمَلتنِي على كَفكفاتِ الدمع.
نَظَرَتُ إلى عَينيها،
قلتُ لها ،، أَوَعادَتْ لنا كربلاءْ
انهمَرَت من بينِ المُقلِ كالميزاب، ،
أعدتُ السؤالَ ثانية،،؟
أيُعقلُ أَنْ يأتيَ العاشرُ من محرمٍ مرتينِ في العام،،،
ما أجابَتْ، لكنَها أغمَضَت ،
وكأنَها تقولُ لي،، باللهِ عليكِ كُفِّي ،،
رَفعَتْ كفَّيْها نحوَ مُقلتَيها
ومسَحَتْ بحافَّةِ ساعدِها الجُفونَ، ، وأَبحَرَتْ
كفراشاتِ الهيامِ فوقَ
شواطئِ المنايا، ،
أجابتِ العيونُ وفاضت مَغشيةً بكلماتِها الخرساء. ،،
لقد فقدتُ قُرَّةَ عَينِي
الساجدَ بينَ جبينِي
وسيماهُ شُموخي،،
واحمرارُ وَجنتِي
ورِفعةُ رأسي،
ما رَأتهُ الا عينِي وبشاشةُ
فرحةِ دَمعِي بلقائِه ،
وبَسمَتِي المشغوفةُ
بابتسامتِه المفرجة للهم والقلق…
اِنه سيِّدي ونورُ عَينِي
نُصرتي، بَصيرتي، وعِزَّتي، ،،
ارتقى، وقد أضناهُ
الشوقُ للقاءِ المحبين،،
أوَتَسألِين،
هو عينايُ، ولغةُ العيون دمعتانِ.
تَحكيانِ فرحاً بلقائِه ،، وتَبكيانْ
شوقاً،، وحنيناً، لفِراقِه،
سلامٌ إلى تلكَ العيونِ التي فاضت دمعاً على فراقِ سيدِ شهداءِ الأمة
السيد حسن نصرالله،
