يوم المرأة العالمي

المرأة اللبنانية في يومها العالمي: بين الإنجازات والتحديات

يارا عبدو

يحتفل العالم في 8 آذار/مارس من كل عام بـ”يوم المرأة العالمي”، وهو مناسبة لتسليط الضوء على إنجازات النساء، وفي الوقت نفسه، تذكير بالمطالب التي لا تزال عالقة. في لبنان، حيث تواجه النساء أعباءً مضاعفة بفعل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يبقى هذا اليوم محطة لإعادة التأكيد على أهمية دور المرأة في المجتمع، وعلى ضرورة تمكينها في مختلف المجالات.

المرأة اللبنانية في الصفوف الأمامية

رغم التحديات الكبيرة، تواصل النساء اللبنانيات إثبات حضورهن في ميادين مختلفة. فقد كنّ في طليعة التحركات الشعبية، وفي الخطوط الأمامية للاستجابة للأزمات الإنسانية، حيث لعبن دورًا محوريًا في دعم المجتمعات المحلية، سواء عبر العمل المدني أو في المهن الأساسية كالصحة والتعليم والصحافة. كما يشهد سوق العمل ازديادًا في عدد النساء اللواتي يخضن مجالات كانت تُعتبر حكرًا على الرجال، مثل التكنولوجيا وريادة الأعمال.

في مجال الإعلام، استطاعت الصحافيات تسليط الضوء على قضايا حساسة، متحديات الظروف الصعبة التي تواجه الصحافة في لبنان. أما في عالم الأعمال، فبرغم الأزمة الاقتصادية، نجد نساء رائدات ينجحن في إطلاق مشاريع ناشئة توفر فرص عمل وتساهم في الاقتصاد المحلي.

العنف والتمييز.. معركة لم تنتهِ بعد

ورغم هذه النجاحات، لا تزال النساء في لبنان يواجهن تحديات يومية، من التمييز في بيئة العمل إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي. وتشير التقارير إلى ارتفاع في حالات العنف الأسري خلال السنوات الأخيرة، مما يجعل الحاجة إلى تعزيز الحماية القانونية والاجتماعية أكثر إلحاحًا. كما أن الفجوة في الأجور وفرص الترقية بين الرجال والنساء لا تزال قائمة، ما يحدّ من قدرة النساء على تحقيق الاستقلالية الاقتصادية.

هل يكفي الاحتفال؟

في كل عام، يُطرح السؤال نفسه: هل يكفي تخصيص يوم للاحتفال بإنجازات النساء، بينما لا تزال هناك حقوق غير مكتملة؟ النساء في لبنان يحتجن إلى أكثر من مجرد إشادة بدورهن، فهنّ بحاجة إلى سياسات تدعم مشاركتهن الفعلية في اتخاذ القرارات، وإلى قوانين تحمي حقوقهن في العمل والحياة العامة.

يوم المرأة العالمي ليس مجرد مناسبة رمزية، بل يجب أن يكون لحظة لتجديد المطالب والضغط من أجل مجتمع أكثر عدالة، حيث تتمكن النساء من تحقيق كامل إمكانياتهن من دون عوائق