Cancel Preloader

هلا اليمن اول سائقة تكسي تكتوك في جنوب لبنان..

Loading

لم تأبه هلا اليمن لكلام الناس، ولا لنظراتهم ” شوفيرة تكتوك” قررت خوض تجربة فريدة في لبنان، ان تكون سائقة تكسي تكتوك، كاول سيدة تكسر هذا العالم ، وان سبقتها سناء بيطار التي عملت سائقة تكسي للصبايا حصرا، غير ان هلا قررت كسر الحواجز كلها، وتدخل الى سوق التكسي من بوابة ” التكتوك”.
عادة ما تراها تتنقل في شوارع صيدا، ينتظرها الركاب الذي بدأوا يعتادون عليها، فهي غريبة عن هذا المجال، ولولا ” القلة” لما اضطرت لدخوله على حد قولها.
دفعت الظروف الاقتصادية الخانقة التي يرزح تحت وطاتها لبنان من اقصاه الى اقصاه ، أن يبحث المواطن عن فرص عمل جديدة، ولو كانت خارجة عن المألوف، المهم توفير لقمة العيش على حد قول هلا التي اشترت التكتوك من بيروت لقاء ٣٠٠٠ دولار ثمن حلى الذهب التي كانت تملكها، ” اردت ان يكون لي فرصة عمل اواجه فيها الظروف القاسية”، فهلا ام لثلاثة اولاد، تحرص ان توفر لهم كل متطلبات الحياة، بعدما بقيت وحيدة جراء طلاقها، غير انها لم تستسلم لظروفها، قررت مواجهتها، وبتشجيع من ابنها الصغير الذي علمها قيادة التكتوك.
هي واحدة من عشرات النسوة اللواتي قررن الانقلاب على واقعهن، وعلى ذكورية المجتمع، لانه وفق هلا ” الشغل مش عيب، والوضع يتطلب منا المغامرة”.
بدأ التكتوك يسرق مكان ” السرفيس”، وتعرفته ارخص، لانه ” وفير بنزين” والتكسي مع هلا لا تكلف سوى ٢٥ الف ليرة لبنانية، على عكس التكسي العادي التي وصلت اجرته الى ٥٠ وتتجه صعودا نحو الـ٦٠ مع ارتفاع سعر صفيحة البنزين.

عند مستديرة القدس في صيدا تقف هلا اليمن تنتظر ركابا لتقلهم الى وجهتهم، بات هذا العمل مصدر رزقها منذ خمسة اشهر، حين قررت شراء ” تكتوك” لتعمل عليه ” شوفيرة تكسي”، بإبتسامة صغيرة تستقبل هلا ابنة الـ٤١ ربيعا زبائنها، تمضي بهم الى وجهتهم، تخترق شوارع صيدا، حيث نظرات الاستغراب المصحوبة بالتقاط الصور تسيطر، ومع ذلك، نجحت هلا في فرض نفسها ” شوفيرة” في عالم الذكورية، اذ تعد الشوفيرة الاولى في الجنوب وربما في لبنان، الظروف الصعبة دفعتها الى هذا الخيار، وأسهم اولادهم الثلاثة في تشجيعها لتخطو هذه الخطوة، وتولى ابنها الصغير تدريبها على قيادة التكتوك لانه كما تقول ” عادي مش اوتوماتيك”، ومنذ ذلك الوقت وهلا تعمل دون كلل او ملل، لانه كما تقول ” متطلبات الحياة كثيرة وصعبة، والغلاء فاحش، لذا اخترت العمل ولو تكسي لاوفر لاولادي كل احتياجاتهم لانه اختنقا”.
من محاسبة في احدى الشركات كانت تدفع راتبها بدل نقل ، الى شوفيرة تكتوك، تبدلت حياة هلا التي باتت حديث الصيداويين وكل لبناني، كيف لسيدة ان تخترق عالم ” التكسي”.
غير انها لم تأبه لتعليقات البعض السلبية ” شوفيرة تكتوك”، بل فضلت المضي قدما متكئة على عبارات التخفيز التي تلقتها ” برافو عليك”، واسهم اصراراها بنجاحها وبحسبها ” زبائني كثر ولا استطيع تلبيتهم كلهم، احيانا اعمل للحادية عشر ليلا، ” لا تخفي هلا ان العمل سرقعا من بيتها واموتها، ولكن ” الوضع فرض علينا ذلك، تعينني ابنتي في المنزل، سنتحمل لنتجاوز هذه المحنة”.

هاتفها لا يهدأ ” الو ممكن تكسي عالحارة”، ” بدنا نروح عمجدليون”، توصيلة ع الغازية، وعادة ما تقابلهم بابتسامة وعبارة ” اهلا وسهلا”.
ما شجع هلا على العمل ان ” التكتوك” وفير بنزين ، يحتاج نصف تنكة فقط، على عكس سيارات الاجرة التي تتطلب تنكتين الى ثلاثة يوميا، والتكسي مع هلا بس ” ٢٥ الف ليرة”، وهو ما دفع كثير للعودة لركوب التكسي بعدما قاطعوها واعتمدوا نظام السير على الاقدام.

اختارت وظيفة اخرى غريبة عن واقعها، لكنها وكما تقول ” ” تجربة رائعة وممتعة”، الام لثلاثة اولاد اختارت التكتوك فرصة عملها ، في شوارع صيدا تطالعك بالتكتوك، ابتسامتها تسبقها الى الزبائن الذين باتوا ينتظرون مرورها يوميا، ما خلق نوعا من المنافسة بينها وبين شوفرية الأجرة
التكسي مع هلا متعة اخرى تقول ” تفريغ للهموم، معظم زبائني من السيدات، وعادة ما يسود المشوار احاديث تتناول كل الظروف الحياتية، وشكاوى الناس اقابلها بابتسامة تخفف عنهم”.
فعليا، دخل التكتوك الى حياة الناس، بات لصيق يومياتهم، وكل واحد اختار توظيفه بمكان، وهلا فضلته تكسي لها، ونجحت، لانها رفضت ان تكون عاطلة عن العمل، في بلد دمر اقتصاده، وبات يشحذ فرصة عمل وما قدمته هلا ما هو الا نموذج عن اعادة هيكلة اقتصاد لبنان بسواعد ابناءه

MNews