Cancel Preloader
 من الميدان الى العقل الباطن

من الميدان الى العقل الباطن

Loading

من الميدان إلى العقل الباطن

حس الشامي

في زمن تتصارع فيه منصات التواصل الإجتماعي و الشاشات التي تبارز على قتلك في فنّ الرشاوة و فنّ التضليل، على إبراز المشاهد الدموية والمؤلمة وتأطيرها في هيستيريا لجذب المزيد من المشاهدين، أصبح تأثير هذه الأخبار على سلامتنا النفسية أكثر حدة وعنفًا.

 يعني ذلك أن دفئ منزلك الآمن لن يحميك من خليط مشاعر العجز والخوف والحزن والقلق، وربما مشاعر الذنب أيضا. وحتى من لا يشعرون بالقلق المباشر تجاه الحرب، تأثروا في بلادهم بآثارها غير المباشرة، مثل زيادات أسعار الطاقة والبنزين والسلع الغذائية، بما يحمله ذلك إلينا من مشاعر قلق وترقب.

حتّى مع عدم تعرضنا لتهديد جسدي مباشر، تتصرف أجسادنا بشكل تلقائي وغريزي في حالات إستشعار التهديد وعدم اليقين، حيث تتحول أدمغتنا إلى حالة التأهب القصوى، وتتفاعل أعضاؤنا مع هذا الشعور بالتهديد، فترتفع مستويات هرمونات الأدرينالين والكورتيزول. وينعكس ذلك على مؤشراتنا الجسدية، وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل زيادة التعرق وتسارع نبضات القلب وتوتر العضلات.

 تأثير وسائل التواصل الإجتماعي والأخبار المتعلقة بالحرب على الصحة العقلية والنفسية للأفراد.

 تخبرنا الدراسة أن التعرض المفرط للمواد الإعلامية العنيفة والسلبية يتسبب في آثار نفسية حادة وطويلة الأمد تتجاوز مشاعر الإستنكار والتشاؤم العابرين.

هذا، وتتفاوت مستويات القلق والتوتر بإختلاف مدى التعرض للأخبار، وطبقا للدراسة، يمكن أن ترتبط مشاعر التوتر والاضطراب بأعراض جسدية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من المشكلات الصحية الناجمة عن ارتفاع هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر.

يعني ذلك أن مشاهدة الصور والمقاطع المصورة العنيفة يمكن أن تؤدي إلى تحفيزات مشابهة لتلك الناتجة عن التعرض للعنف الفعلي.

في أحد مشاهد الفيلم التوثيقي «من المسافة صفر» الذي جرى تصويره تحت القصف العدواني في غزة،

تصعد فتاة إلى سطح بيتها وترقص فيما السمّاعات على أذنيها، تردّ عنها هدير الطائرات الإسرائيلية المحلّقة فوق رأسها.

لكلٍ أسلوبه في التصدّي للحروب. منهم مَن يرقص ويغنّي، ومنهم مَن يعبّر كتابةً أو كلاماً، في وقتٍ يلوذ آخرون بالصمت ويبتلعون الصدمة تلو الأخرى.

لكن مهما تعدّدت أساليب ترويضها، تبقى «الحروب من أقسى الأحداث التي يمرّ بها الفرد والمجتمع، وهي تترك آثاراً كبيرة على الصحتَين النفسية والجسدية»

MNews