مدينة صور الخالدة
قصيدة فينيقية /مدينة صور الخالدة
توفيق شومان
عندما اجتاح الإسكندر المقدوني مدينة صور الفينيقية الواقعة على سواحل لبنان الجنوبية في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد ، وأحرقها بعد مقاومة بطولية وأسطورية، نظم الشاعر من أصل فينيقي أوينوس يوناتوس ، هذه القصيدة عن بطولة أهالي صور وعن جمال المدينة وعن خلودها ، والقصيدة بعنوان ” فتية ملقارت ” هذا نصها :
فتية ملقارت
الذين ما هانوا ولا استسلموا
بل خاطوا للزمن وقتاً آخر
ووهّجوا بدمائهم خمائر رائحة الأزل
جعلوا حتى عشب الآفاق يرتعش
والشمس تصاب بغوايات أكثر فتنةً
لم تسقط صور، بل حملها الشهداء
إلى حيث تعمى عيون الأعداء عن رؤية الخلود
صار القلق ينهش أكوانهم الصغيرة
ويرديهم الواحد بعد الآخر
لم تسقط صور
بل أعارت روحها لجنائن الأحياء
يتشح بها إله السماء بعل شميم
وتدفع بها عشتروت نحو ولادات جديدة
تصير بالدفء الإلهي أشعة لا توصف
تفتح كل الأبواب الموصدة
وتهطل من أفق الآفاق
معلنة ما لا يولد من مفاجآت تعانق النشوات
صائحة بأعلى صوت : أنا الربان فاتبعوني
وستظفرون بسحر سر كل الأسرار.
ـ ملاحظة : القصيدة منشورة في صحيفة ” الإتحاد ” الإماراتية في عددها الصادر في 25 ـ 11 ـ 2015.
………………………………………………………………..
