Cancel Preloader

مخاوف على السلم الاهلي

Loading

بعد تداعيات منع الطائرة الايرانية : تزايد المخاوف على السلم الاهلي

قاسم قصير

في الاسبوع الماضي اتخذ المسؤولون اللبنانيون قرارا مفاجئا بمنع هبوط طائرة ايرانية في مطار رفيق الحريري الدولي وذلك بعد تلقي المسؤولين اللبنانيين تهديدات من مصادر اميركية بان الكيان الصهيوني سيقصف المطار اذا هبطت الطائرة الايرانية في المطار، وقد ادى قرار منع هبوط الطائرة الى ردود فعل شعبية وسياسية قاسية ، فقد عمد مواطنون لبنانيون الى قطع طريق المطار وكذلك تعرضت قافلة لقوات الطوارىء الدولية لاعتداء من بعض المواطنين وتم حرق سيارة لقوات الطوارىء واصابة احد الضباط ، كما انتقلت التظاهرات الى مناطق لبنانية اخرى .

وقد ادان المسؤولون اللبنانيون الاعتداء الذي حصل على قوات الطوارىء الدولية ، كما ادان الاعتداء حزب الله وحركة امل ، ودعا حزب الله لاعتصام شعبي على طريق المطار احتجاجا على منع هبوط الطائرة الايرانية ، ورغم سلمية الاعتصام فقد حصلت مناوشات بين المعتصمين وبين قوات الجيش اللبناني لكن تمت معالجتها بسرعة .

ورغم حرص المسؤولين اللبنانيين على معالجة تداعيات منع هبوط الطائرة الايرانية، فقد ادت هذه التطورات الى اثارة الكثير من المخاوف على السلم الاهلي في ظل انتشار بعض الاجواء بان كل ما يجري يهدف الى التضييق على بيئة المقاومة ومنع وصول الدعم الايراني الى حزب الله ومن اجل منع اعادة الاعمار للمناطق التي تعرضت للتدمير من قبل العدو الصهيوني في الحرب الاخيرة .

وتشير العديد من المصادر السياسية والاعلامية والدبلوماسية في بيروت : ان المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الضغوط على حزب الله والمقاومة وبيئة المقاومة وذلك بهدف نزع سلاح المقاومة واجبار الحزب على الالتزام بسياسة الحكومة اللبنانية .

وبالاضافة للضغوط السياسية والدبلوماسية والاعلامية يستمر العدو الصهيوني باستهداف المناطق اللبنانية بالاعتداءات وكذلك استمرار احتلال عدد من المواقع الاستراتجية في جنوب لبنان ، وعلى الصعيد الاميركي تزداد الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية بهدف دفع الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله .

والسؤال الاخطر الذي يطرحه الكثير من المراقبين والمحللين : هل ستنجر الحكومة اللبنانية والمؤسسات الرسمية اللبنانية الى الصدام مع حزب الله والمقاومة لتنفيذ الشروط الاسرائيلية والاميركية والخارجية ؟ وكيف سيواجه لبنان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية ؟ وهل سيكتفي بالضغوط الدبلوماسية وبما تقوم به اللجنة الدولية الراعية للاتفاق بين لبنان والكيان الصهيوني من اتصالات لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي ؟ او سيتم استخدام بقاء الاحتلال من اجل الضغط على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله ؟

كل هذه الاجواء والاسئلة المطروحة تؤكد ان لبنان سيواجه في المرحلة المقبلة المزيد من الضغوط الداخلية والخارجية ، وان الهدف الاساسي هو نزع سلاح حزب الله وانهاء عمل المقاومة في المستقبل ، في حين ان بعض الاوساط السياسية والدبلوماسية في بيروت تتخوف ان لا تقتصر الضغوط من اجل نزع سلاح الحزب بل ان يكون الهدف اعادة تشكيل النظام السياسي اللبناني واضعاف قوى المقاومة تمهيدا للتطبيع مع العدو الصهيوني كما جرى في العام 1984 وعقد اتفاق 17 ايار .

وفي الخلاصة نحن امام مرحلة صعبة وخطيرة وقد تشهد المزيد من التوترات الامنية والسياسية ورغم حرص حركة امل وحزب الله على اطلاق مواقف سياسية للتهدئة واستيعاب الوضع فان المخاوف الشعبية تزداد وقد تؤدي الضغوط على بيئة المقاومة الى المزيد من التوترات الامنية والمخاطر على السلم الاهلي .

فهل ينجو لبنان من هذه المخاطر ؟ او ان المخاوف ستزداد في الايام القادمة ؟

 

MNews