محادثات الرياض وما بعدها

الدور المتنامي للشرق الأوسط في تسوية النزاع الروسي الأوكراني: محادثات الرياض وما بعدها

بقلم: د أحمد مصطفى

رئيس وصاحب مركز آسيا للدراسات والترجمة

القاهرة مصر

بدعوة من مركز وكالة سبوتنيك الإعلامي بموسكو من خلال الإعلامي الروسي الناطق بالعربية أ/ أرتيوم تكاشف، وبـ ترشيح من صديقي ا/ أحمد السيد – باحث بمركز النيل للدراسات، ومستشار الشؤون الصحية بمجلس الوزراء بـ مصر – تم عقد جلسة اونلاين ما بين باحثين من الجانبين العربي والروسي لمناقشة الدور المتنامي للشرق الأوسط في تسوية النزاع الروسي الأوكراني، خصوصا بعد نجاح اول جولة في 18 فبراير الماضي بـ الرياض العاصمة السعودية ما بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي لافروف وروبيو، تمهيدا للقاء المرتقب بين القصير بوتين والرئيس الأمريكي ترامب والذي محتمل ان يعقد ما بعد القمة الاسلامية خلال هذا الشهر. وعليه كان طرحي ما سيلي:-

مقدمة

كان الصراع الروسي الأوكراني، الذي بدأ في عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم وتصاعد إلى عملية خاصة واسعة النطاق في عام 2022، نقطة محورية في الدبلوماسية الدولية والجغرافيا السياسية. وقد استقطب الصراع قوى عالمية مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ولكل منها مصالحها الاستراتيجية ومقارباتها الخاصة لحل الأزمة. إلا أن تحولًا كبيرًا ظهر في الأشهر الأخيرة استنادا إلى مقابلة شهيرة اجراها الاعلامي الأمريكي تاكر كارلسون المؤيد للرئيس ترامب مع الرئيس الروسي بوتين داخل الكرملين في فبراير 2024 والتي استمرت لما يزيد عن 3 ساعات. والغريب أن يتم نشر هذه المقابلة المميزة على منصة إكس التابعة لـ إيلون ماسك مستشار الرئيس ترامب الحالي لـ الكفاءة الحكومية والتي حققت ما يزيد عن 15 مليون مشاهدة وهي الأكبر تاريخيا منذ تأسيس المنصة، وكان هناك رسائل متبادلة ما بين الرئيسين ودعم متبادل، ثم وصول ترامب إلى المكتب البيضاوي في واشنطن وبفارق عن عدو روسيا “بايدن” تلاها اكتساح في الكونجرس بغرفتيه. تلتها المكالمة الشهيرة منذ عدة أسابيع ما بين الرئيسين والتي كانت حجر الزاوية للقاء الأول بين الوزيرين لافروف وروبيو في الرياض. حيث يلعب الشرق الأوسط، ولا سيما المملكة العربية السعودية ومصر، دورًا متزايدًا في الجهود الدبلوماسية لتسوية النزاع. ومن ثم نستكشف التأثير المتزايد للشرق الأوسط، ولا سيما المحادثات الأخيرة التي عُقدت في الرياض، المملكة العربية السعودية، في فبراير/شباط 2025، والآثار الأوسع نطاقًا لهذا التحول في سياق النزاع الروسي الأوكراني.

محادثات الرياض: مشهد دبلوماسي جديد

العلاقات الاقتصادية ما بين السعودية وكل من أمريكا وروسيا

إن التوافق الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية مع روسيا والولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية لاستقرار الشرق الأوسط وتنميته الاقتصادية. فـ الولايات المتحدة توفر التكنولوجيا المتقدمة والاستثمار في مجال الطاقة المتجددة والرعاية الصحية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 25 مليار دولار في عام 2023. بينما أصبحت روسيا موازنة للنفوذ الأمريكي والوصول إلى أسواق أوراسيا. ومع ذلك، يواجه التحالف السعودي الأمريكي تحديات في مجال حقوق الإنسان والصراعات الإقليمية. وقد تطورت علاقة المملكة العربية السعودية بروسيا، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 3.7 مليار دولار في عام 2023 والتي تشمل صندوق استثمار روسي سعودي. وتهدف خطة رؤية المملكة 2030 إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وتوفر الدولتان فرصاً وتحديات فريدة من نوعها. ستكون ديناميكيات علاقات المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة وروسيا حاسمة في تشكيل مسارها المستقبلي.

تحسنت العلاقات السعودية الروسية تحسنا ملحوظا بداية من زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز التاريخية إلى موسكو في أكتوبر 2017 وتطورت أكثر وأكثر بعد الشرخ الذي حدث بين الشركات والإدارة الأمريكية على خلفية حادثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018 والتي عليها ازدادت علاقة المملكة بكل من الجانبين الروسي والصيني وشركاتها الذين حلوا محل الشركات الغربية التي قاطعت معرض الرياض في ذلك التوقيت.

سياق محادثات الرياض

مثّلت محادثات الرياض التي عُقدت في فبراير/شباط 2025، بناءً على اختيار الرئيسين، خروجًا كبيرًا عن الأماكن التقليدية للمفاوضات الدبلوماسية، مثل تلك التي كانت تجري في العواصم الأوروبية أو تركيا. ولم يكن اختيار الرياض كمدينة مضيفة لهذه المحادثات من قبيل الصدفة. فالمملكة العربية السعودية، تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تعمل بنشاط على ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في الشؤون العالمية، مستفيدة من أهميتها الاقتصادية والاستراتيجية لتأكيد دور أكثر بروزًا في الدبلوماسية الدولية.

وقد جمعت المحادثات بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة ماركو روبيو في محاولة لتمهيد الطريق لعقد قمة محتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد كان اختيار مضيف شرق أوسطي لهذه المحادثات مؤشرًا واضحًا على تنامي نفوذ المنطقة في الشؤون العالمية وقدرتها على أن تكون أرضًا محايدة للمفاوضات الحساسة.

أهداف محادثات الرياض

كان الهدف الأساسي لمحادثات الرياض هو تهدئة النزاع الروسي الأوكراني وإيجاد إطار لحل سلمي. وهدفت المحادثات إلى معالجة العديد من القضايا الرئيسية، بما في ذلك:

وقف إطلاق النار وانسحاب القوات: ركزت المفاوضات على التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

الإصلاحات السياسية والاقتصادية: تمحورت المناقشات حول الحاجة إلى إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية في أوكرانيا لضمان الاستقرار ومنع نشوب صراعات مستقبلية.

تخفيف العقوبات: كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها على استعداد للنظر في رفع العقوبات المفروضة على روسيا مقابل الالتزام بالحل السلمي.

المساعدات الإنسانية: اتفق الطرفان على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في أوكرانيا “وهذه الأشياء تشبه إلى حد كبير ما يطلبه الجانب الفلسطيني من الجانب الإسرائيلي بالإضافة للاعتراف بـ دولة الفلسطينية.”

دور المملكة العربية السعودية

كان دور المملكة العربية السعودية في محادثات الرياض متعدد الأوجه. فـ المملكة العربية السعودية بوصفها البلد المضيف، وفرت بيئة محايدة وآمنة للمفاوضات، وهو أمر بالغ الأهمية نظراً للرهانات الكبيرة التي تنطوي عليها. بالإضافة إلى ذلك، لعبت المصالح الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ورغبتها في تعزيز علاقاتها مع كل من روسيا والولايات المتحدة دورًا مهمًا في استعدادها لتسهيل هذه المحادثات.

كما ساهم النفوذ الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وتأثيرها في العالم العربي في قدرتها على جلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات. فقد منحتها ثروتها النفطية وموقعها كلاعب رئيسي في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) نفوذاً في المفاوضات، لا سيما في سياق أسواق الطاقة العالمية. بينما سهلت أوبك+1 مع روسيا الكثير وجعلت الطرف السعودي يتفهم أكثر الموقف الروسي.

كذلك أن السعودية شهدت طفرة كبيرة وتحولات اقتصادية واجتماعية منذ 2018 ولها أهداف تنموية واقتصادية كبيرة تتمثل في رؤية 2030 الخاصة بها، وتستضيف الكثير من الفعاليات العالمية، وكان آخرها المؤتمر العالمي (كوب 16) بالرياض، بحضور 196 دولة والذي كان يناقش على أجندته موضوعات كونية منها “الطاقة البديلة الخضراء، والاقتصاد المستدام، وأزمة المياه العالمية، وشهد إنشاء أول منظمة عالمية للمياه – إضافة الى دورة الألعاب الآسيوية عام 2027، والإكسبو 2030. وأخيرا والأهم والأضخم استضافة كأس العالم 2034، هذا الحدث الذي سيجلب كل مستثمري العالم، وأصحاب الأفكار، والمبتكرين لمكان يفتح يده لكل هؤلاء، لكي تظهر المملكة في أبهى صورها امام العالم وهذا ما لمسته بنفسي أثناء دعوتي لإدارة بعض الجلسات الاقتصادية بالإضافة لتقديم ورقة عمل.

قمة القاهرة لجامعة الدول العربية: محفز للتغيير

قمة القاهرة وأهميتها

عقدت قمة القاهرة الاستثنائية لجامعة الدول العربية الثلاثاء 04 مارس 2025 التي ركزت على القضية الفلسطينية وخصوصا إعادة إعمار غزة دون تهجير لسكان غزة، كبديل عن خطة ترامب العرجاء، وكذلك الصراع في سوريا. حيث أن جدول الأعمال الرئيسي للقمة هو معالجة القضايا التي طال أمدها في الشرق الأوسط. وقد وفرت القمة في القاهرة منصة للدول العربية لمناقشة موقفها الجماعي من القضايا الإقليمية والعالمية الملحة.

وجاءت قرارات القمة معقولة ومقبولة، بالرغم من غضب البعض من قرار استعادة السلطة الفلسطينية زمام الأمور في غزة ومراقبة برامج إعادة الإعمار فيها، ولكن هذا أقل الضررين، لأن هذا يثبت وجود الغزيين في غزة، وأيضا يعطي فرصة لإعادة الإعمار بشكل طبيعي. ثم سيتم التأكيد على هذه القرارات إسلاميا في الرياض الجمعة الموافق 7 مارس، وهذا ما يبرر عدم وجود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في القاهرة في القمة العربية.

أما فيما يخص مطلب تسليم سلاح المقاومة، سواء حماس في غزة، أو حزب الله في لبنان، فهذا بالأساس مطلب إسرائيلي أمريكي وكذلك لدولة عربية مطبعة حديثا مع الكيان تريد أن تصبح سيدة القرار في العالم العربي ولكن هيهات.

ولكن الجديد والمثير ما ذكر منذ قليل في الإعلام العالمي عن وجود اتصالات مباشرة ما بين الإدارة الأمريكية وحماس، وهذا ما يؤكد قوة حماس والموقف العربي ولو حتى بشأن التفاوض على الأسرى الإسرائيليين ممن يحملون الجنسية الأمريكية.

دور مصر

لعبت مصر، بصفتها الدولة المضيفة للقمة، دورًا حاسمًا في تجسير الفجوة بين الدول العربية والأطراف المتنازعة. وقد انخرطت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي بنشاط في الدبلوماسية الإقليمية، واعتُبرت جهودها السابقة والحالية للوساطة في النزاع الروسي الأوكراني مساهمة كبيرة في عملية السلام.

الانعكاسات الأوسع نطاقاً لمشاركة الشرق الأوسط

تحول في الدبلوماسية العالمية

يمثل الدور المتنامي للشرق الأوسط في النزاع الروسي الأوكراني تحولاً كبيراً في الدبلوماسية العالمية. فقد جرت العادة أن تتم معالجة مثل هذه النزاعات في المقام الأول من خلال مبادرات يقودها الغرب، حيث تتولى الولايات المتحدة والقوى الأوروبية زمام المبادرة. ومع ذلك، فإن مشاركة الشرق الأوسط في محادثات الرياض وقمة القاهرة أظهرت نفوذ المنطقة المتزايد وقدرتها على المساهمة في السلام والاستقرار العالميين.

المصالح الاقتصادية والاستراتيجية

إن انخراط الشرق الأوسط في الصراع مدفوع أيضاً بمصالحه الاقتصادية والاستراتيجية. فـ احتياطيات المنطقة من النفط والغاز، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي، يجعلها لاعباً رئيسياً في أسواق الطاقة العالمية والتجارة الدولية. ومن خلال تسهيل حل النزاع، يمكن لدول الشرق الأوسط المساعدة في تحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية وضمان التدفق الحر لموارد الطاقة.

الاستقرار الإقليمي

كان للصراع في أوكرانيا تأثيرات مضاعفة على الاستقرار الإقليمي، لا سيما في الشرق الأوسط. فقد عطلت الحرب سلاسل التوريد العالمية، وأدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، وخلقت أزمات إنسانية أثرت على دول المنطقة. ومن خلال المساهمة في التوصل إلى حل سلمي، يمكن لدول الشرق الأوسط أن تساعد في التخفيف من هذه الآثار السلبية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

مستقبل الدبلوماسية الشرق أوسطية

قد يشكل نجاح محادثات الرياض سابقة للجهود الدبلوماسية المستقبلية. ومن المرجح أن يستمر الشرق الأوسط في لعب دور أكثر نشاطًا في الشؤون العالمية، مستفيدًا من أصوله الاقتصادية والاستراتيجية لمعالجة النزاعات وتعزيز السلام. إن تأثير المنطقة المتزايد في الدبلوماسية الدولية هو انعكاس لدورها المتطور في النظام العالمي والتزامها بالمساهمة في عالم أكثر استقراراً وازدهاراً.

يمكن لمفاوضات الرياض بين روسيا وأميركا، التي تركز على النزاع الأوكراني، أن تشكل سابقة لمعالجة القضايا التي طال أمدها في الشرق الأوسط، بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية. ويمكن أن يثبت النجاح جدوى المفاوضات متعددة الأطراف والوساطة الدولية، مما قد يؤدي إلى تنشيط عملية السلام في الأراضي الفلسطينية. كما يمكن أن يكون للنتائج الإيجابية تأثير مضاعف على الصراع السوري، مما يعزز بيئة أكثر تعاوناً لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع. وسيكون للمنظمات الدولية مثل بعثة الأمم المتحدة للدعم في سوريا دور حاسم في تنفيذ اتفاقات السلام.

كما تحاول الرياض في عقد مفاوضات سلام إيرانية أمريكية على أراضيها للعودة إلى الاتفاق النووي وتجنيب المنطقة أي صراعات أو نزاعات محتملة ما بين الجانب الإيراني والكيان الصهيوني.

الخاتمة

يمثل الدور المتنامي للشرق الأوسط في تسوية النزاع الروسي الأوكراني، كما تجسد في محادثات الرياض وقمة القاهرة، تحولاً كبيراً في الدبلوماسية العالمية. ويعود انخراط الشرق الأوسط في هذه العملية إلى مزيج من المصالح الاستراتيجية والاعتبارات الاقتصادية والرغبة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي. ومع استمرار المنطقة في تأكيد نفوذها على الساحة العالمية، من المرجح أن تلعب دوراً متزايد الأهمية في مواجهة التحديات العالمية والمساهمة في حل النزاعات. وسيكون لنجاح هذه الجهود الدبلوماسية آثار بعيدة المدى على الشرق الأوسط والمجتمع الدولي ككل.

The Middle East’s growing role in resolving the Russia-Ukraine conflict: The Riyadh talks and beyond

 

By: Dr. Ahmed Moustafa

President and owner of Asia Center for Studies and Translation

Cairo, Egypt

 

At the invitation of the Sputnik Media Center in Moscow through the Russian Arabic-speaking journalist Mr. Artyom Takashif, and with the nomination of my friend Mr. Ahmed El-Sayed – researcher at the Nile Center for Studies and advisor for health affairs to the Council of Ministers in Egypt – an online session was held between researchers from the Arab and Russian sides to discuss the growing role of the Middle East in the settlement of the Russian-Ukrainian conflict, especially after the success of the first round on February 18 in Riyadh, Saudi Arabia, between Russian and American foreign ministers (Lavrov and Rubio.) In preparation for the upcoming meeting between the Russian Tsar Mr. Putin and US president Mr. Trump, which is likely to take place after the Islamic Summit this month. Accordingly, my proposal was as follows: –

 

Introduction

The Russian-Ukrainian conflict, which began in 2014 with the annexation of Crimea and escalated into a full-scale special operation in 2022, has been a focal point of international diplomacy and geopolitics. The conflict has polarized different global powers, including the United States, the European Union, and NATO, each with its own strategic interests and approaches to resolving the crisis. However, a major shift has emerged in recent months based on a famous interview conducted by pro-Trump American journalist Tucker Carlson with Russian President Putin inside the Kremlin in February 2024 that lasted for more than 3 hours. Strangely, this distinctive interview was published on Elon Musk’s X platform, which achieved more than 15 million views, the largest historically since the platform was established, and there were mutual messages between the two presidents and mutual support, then Trump’s arrival in the Oval Office in Washington and a difference from Russia’s enemy “Biden”, followed by a sweep in Congress in both chambers. This was followed by the famous call several weeks ago between the two presidents, which was the cornerstone of the first meeting between Ministers Lavrov and Rubio in Riyadh. The Middle East, particularly Saudi Arabia and Egypt, is playing an increasing role in diplomatic efforts to resolve the conflict. We explore the growing influence of the Middle East, particularly the recent talks held in Riyadh, Saudi Arabia, in February 2025, and the broader implications of this shift in the context of the Russia-Ukraine conflict.

 

Riyadh talks: A new diplomatic landscape

 

Saudi Arabia’s economic ties with Russia and the United States

Saudi Arabia’s strategic alignment with Russia and the United States is critical to the stability and economic development of the Middle East. The United States provides advanced technology and investment in renewable energy and healthcare, with bilateral trade between the two countries reaching $25 billion in 2023. Russia has become a counterbalance to U.S. influence and access to Eurasian markets. However, the Saudi-U.S. alliance faces challenges on human rights and regional conflicts. Saudi Arabia’s relationship with Russia has evolved, with bilateral trade reaching $3.7 billion in 2023, which includes a Russian-Saudi investment fund. The Kingdom’s Vision 2030 plan aims to diversify the economy and reduce dependence on oil, and the two countries present unique opportunities and challenges. The dynamics of Saudi Arabia’s relations with the United States and Russia will be crucial in shaping its future trajectory.

 

Saudi-Russian relations improved significantly starting with King Salman bin Abdulaziz’s historic visit to Moscow in October 2017 and further developed after the rift between companies and the US administration over the incident of Saudi journalist Jamal Khashoggi in October 2018, which increased the Kingdom’s relationship with both the Russian and Chinese sides and their companies, who replaced Western companies that boycotted the Riyadh exhibition at that time.

 

Context of the Riyadh talks

The Riyadh talks held in February 2025, at the choice of the two presidents, represented a major departure from traditional venues for diplomatic negotiations, such as those held in European capitals or Turkey. The choice of Riyadh as the host city for these talks was no accident. Saudi Arabia, under the leadership of Crown Prince Mohammed bin Salman, is actively establishing itself as a major player in global affairs, capitalizing on its economic and strategic importance to assert a more prominent role in international diplomacy.

 

The talks brought together Russian Foreign Minister Sergey Lavrov and U.S. Secretary of State Marco Rubio in an attempt to pave the way for a potential summit between Russian President Vladimir Putin and U.S. President Donald Trump. The choice of a Middle Eastern host for these talks was a clear indication of the region’s growing influence in global affairs and its ability to serve as neutral ground for sensitive negotiations.

 

Goals of the Riyadh Talks

 

The primary goal of the Riyadh talks was to de-escalate the Russian-Ukrainian conflict and find a framework for a peaceful solution. The talks aimed to address several key issues, including:

 

Ceasefire and troop withdrawal: Negotiations focused on reaching a comprehensive ceasefire and the withdrawal of Russian troops from Ukrainian territory.

Political and economic reforms: Discussions centered on the need for political and economic reforms in Ukraine to ensure stability and prevent future conflicts.

 

Sanctions relief: The U.S. and its allies were willing to consider lifting sanctions on Russia in exchange for a commitment to a peaceful solution.

 

Humanitarian aid: Both sides agreed to facilitate the delivery of humanitarian aid to affected areas in Ukraine.

 

“These things are very similar to what the Palestinian side is asking for from the Israeli side in addition to recognizing a Palestinian state.”

 

Saudi Arabia’s role

 

Saudi Arabia’s role in the Riyadh talks was multifaceted. As the host country, Saudi Arabia provided a neutral and safe environment for the negotiations, which was crucial given the high stakes involved. In addition, Saudi Arabia’s strategic interests in maintaining stability in the region and its desire to strengthen its relations with both Russia and the United States played an important role in its willingness to facilitate these talks.

 

Saudi Arabia’s economic clout and influence in the Arab world also contributed to its ability to bring the parties to the negotiating table. Its oil wealth and position as a major player in the Organization of the Petroleum Exporting Countries (OPEC) gave it leverage in negotiations, especially in the context of global energy markets. OPEC+1 with Russia made it much easier and made the Saudi side more understanding of the Russian position.

 

Also, Saudi Arabia has witnessed a major boom and economic and social transformations since 2018 and has major development and economic goals represented in its Vision 2030, and hosts many international events, the most recent of which was the World Conference (COP16) in Riyadh, attended by 196 countries, which discussed on its agenda global topics including “green alternative energy, sustainable economy, global water crisis, and witnessed the establishment of the first global water organization – in addition to the Asian Games in 2027, and Expo 2030. Finally, the hosting of the 2034 World Cup, an event that will bring all the world’s investors, ideas, and innovators to a place that opens its hand to all of them, so that the Kingdom appears in its best light in front of the world, and this is what I touched myself during my invitation to moderate some economic sessions in addition to presenting a working paper.

 

The Cairo Summit of the Arab League: A catalyst for change

 

The Cairo Summit and its significance

The extraordinary Cairo summit of the Arab League was held on Tuesday, March 04, 2025, which focused on the Palestinian issue, especially the reconstruction of Gaza without displacing Gazans, as an alternative to Trump’s lame-duck plan, as well as the conflict in Syria. The main agenda of the summit was to address long-standing issues in the Middle East. The summit in Cairo provided a platform for Arab countries to discuss their collective position on pressing regional and global issues.

 

The summit’s resolutions were reasonable and acceptable, although some were angered by the resolution of the Palestinian Authority to take back control of Gaza and monitor reconstruction programs there, but this is the lesser of two evils, as it establishes the presence of Gazans in Gaza and also gives a chance for normal reconstruction. These resolutions will then be reaffirmed Islamically in Riyadh on Friday, March 7, which is why Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman has not been in Cairo for the Arab summit.

 

As for the demand to hand over the weapons of the resistance, whether Hamas in Gaza or Hezbollah in Lebanon, this is basically an Israeli-American demand, as well as an Arab state that has recently normalized with the Zionist entity and wants to become the master of decision-making in the Arab world.

 

However, what is new and exciting is that the international media has just reported that there are direct contacts between the US administration and Hamas, which confirms the strength of Hamas and the Arab position, even when it comes to negotiating for Israeli prisoners who hold US citizenship. Egypt’s role

As the host of the summit, Egypt played a crucial role in bridging the gap between the Arab states and the conflicting parties. The government of President Abdel Fattah al-Sisi has been actively engaged in regional diplomacy, and its past and current efforts to mediate the Russian-Ukrainian conflict were seen as a significant contribution to the peace process.

 

Broader Implications of Middle East Engagement

 

A shift in global diplomacy

The Middle East’s growing role in the Russian-Ukrainian conflict represents a major shift in global diplomacy. Traditionally, such conflicts have been addressed primarily through Western-led initiatives, with the United States and European powers taking the lead. However, the Middle East’s participation in the Riyadh talks and the Cairo summit demonstrated the region’s growing influence and ability to contribute to global peace and stability.

 

Economic and strategic interests

The Middle East’s involvement in the conflict is also driven by its economic and strategic interests. The region’s oil and gas reserves, as well as its strategic location, make it a key player in global energy markets and international trade. By facilitating the resolution of the conflict, Middle Eastern countries can help stabilize global markets and ensure the free flow of energy resources.

 

Regional stabilization

The conflict in Ukraine has had ripple effects on regional stability, particularly in the Middle East. The war has disrupted global supply chains, driven up food and energy prices, and created humanitarian crises that have affected countries in the region. By contributing to a peaceful resolution, Middle Eastern countries can help mitigate these negative effects and promote regional stability.

 

The future of Middle Eastern diplomacy

The success of the Riyadh talks may set a precedent for future diplomatic efforts. The Middle East is likely to continue to play a more active role in global affairs, leveraging its economic and strategic assets to address conflicts and promote peace. The region’s growing influence in international diplomacy is a reflection of its evolving role in the global system and its commitment to contribute to a more stable and prosperous world.

 

The Riyadh negotiations between Russia and America, focused on the Ukraine conflict, could set a precedent for addressing long-standing issues in the Middle East, including Palestinian statehood. Success could prove the viability of multilateral negotiations and international mediation, which could revitalize the peace process in the Palestinian territories. A positive outcome could also have a multiplier effect on the Syrian conflict, fostering a more cooperative environment to address the root causes of the conflict. International organizations such as the United Nations Support Mission in Syria (UNSMIS) will have a crucial role in implementing peace agreements.

 

Riyadh is also trying to hold Iranian-American peace negotiations on its territory to return to the nuclear agreement and spare the region from any potential conflicts or disputes between the Iranian side and the Zionist entity.

 

Conclusion

 

The Middle East’s growing role in resolving the Russia-Ukraine conflict, as exemplified by the Riyadh talks and the Cairo summit, represents a major shift in global diplomacy. The Middle East’s involvement in this process is driven by a combination of strategic interests, economic considerations, and a desire to promote regional and global stability. As the region continues to assert its influence on the global stage, it is likely to play an increasingly important role in addressing global challenges and contributing to conflict resolution. The success of these diplomatic efforts will have far-reaching implications for the Middle East and the international community as a whole.