متى يبكي الكبار ؟ “حين يقتربون من الشهادة فتتأخر”
لهذا دمعت عيناه من على منبر التكريم ، وهو ابن البيت المقاوم أبا عن جد، انه الحاج محمد عفيف النابلسي مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله.
على شرفه اجتمعت شخصيات من أهل الصحافة والسياسة والاجتماع، بدعوة من المحامية والمستشارة القانونية سندريللا مرهج في بلدة حدت بعلبك – السهل، حفل بدأ بكلمتها وانتهى بتقديم سيف المقاومة للحاج المكرم .
أثناء خطابه، بكى، حين تأخرت الشهادة عنه ..بكى وجف حلقه حين روى قصته مع رفيق دربه الامين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي ، والذي بدأها من لحظة كان فيها السيد قد انهى كلمته من على منبر النادي الحسيني في جبشيت ولم يكن بناؤه قد اكتمل بعد ،سلم على الناس مودعا ، وكان الوداع الأخير ، ويضيف الحاج خرجت أودعه فدعاني لرفقته لزيارة بضعة بيوتات في المنطقة ،فترددت وكانت حجتي للاسف “حجة ضعيفة” ، وهنا يسكت قليلا ، ويكمل فيقول الحجة كانت “من سيوصل سيارتي الى بيروت” ،يقول :”رفضت لأني لا ارغب في أرباك أحد معي ،وكان السيد مصرا ،وبعد قبول ورفض لمرات عدة، اخترت أن أذهب لوحدي، ومضى السيد الى “تفاحتا”، وحصل الأمر الجلل وكان الاستشهاد “، توقف هنيهة ..ولم يستطع اكمال قصته الا بعد رشفة ماء “ماي يا محمود” تبل غله من فرط الالم الذي تبدى على محياه مترافقا مع دمع الحسرة ، اكمل ،فقال “ويا ليتني فعلتها ولم اتردد “.
ما سرده الحاج محمد كان عصيا على الدمع فسقط، فالشهيد السيد عباس ارتقى شهيدا ونال احدى الحسنيين، وما تحقق خلال سنوات ما بعد الاستشهاد أيضا هو أحدهما الآخر ، فمسيرة المقاومة تكللت بالانتصارات، واليوم الحاج محمد هو أحد قادة النصر، ومن المرابضين الأشداء في ثغور النضال بالكلمة ..
والجهاد الذي أخر الشهادة ،قد أثمر زرعه ،وأينعت ثماره،والله يشهد.
رحل الحسين عليه السلام وبقي الإمام نين العابدين (ع) ،ولولاه وزينب (ع)، لما اقمنا الحسين مجالس ومهراجانات ومسيرات مليونية، ورايات ومواكب ومقاومة.
وفي فلسفة البكاء عبرة ، فرجال مقاومتنا الأعزاء ،لم نشهد على بكائهم الا في ساعات الرحمة، لا يبكون ابنا رحل ،لأنه عند الرحمن الرحيم ،ولا يبكون على الدنيا ،وانما على حق قد ضاع للناس ولم يحصلوه، ويبكون في ساعات ارتفاع جثامين الشهداء فوق الأكف ،لا لشيء سوى تعبيرا عن ساعة تمن ،ورغبة في أن يكونوا أقرب الى الله ..وهو ما قاله صراحة الحج محمد مؤكدا انه في مأتم كل شهيد يشعر وكأنه هو ،
وهناك الكثير من الكلام لم يسع الوقت للبوح به.
واختتم الحفل بعدد من القصائد التي وصفت خط المقاومة وتضحيات الشهداء ومنهم القادة .
ريم عبيد
