ماذا حققت إسرائيل من عدوانها على لبنان
ماذا حققت إسرائيل من عدوانها على لبنان
الكاتب والمحلل السياسي يحيى دايخ ٢٠٢٤/١١/٢
يقوم إعلام العدو بنشر تسريبات صادرة عن قادة سياسيين وعسكريين بأن أغلب أهداف العدو من عدوانه على لبنان وخاصة العملية البرية قد تحقق، وأنه سيتجه نحو التفاوض على وقف إطلاق النار بشروطه هو، وفي جردة بسيطة يمكن تلخيص نجاحات وإخفاقات العدوان على لبنان كالتالي وكله بحسب مصادره الإعلامية:
– أولاً نجاحات العدو بحسب اعلام العدو:
١ – التمكن من إغتيال معظم قيادة الصف الأول وعلى رأسهم سماحة الشهيد الأسمى والأقدس السيد حسن نصر الله في حزب الله.
٢ – التمكن من إغتيال غالبية قادة المناطق والوحدات المقاتلة.
٣ – تدمير فوق “٥٠ %” بحسب إعلامه من البنى التحتية العسكرية التكتيكية والإستراتيجية للمقاومة.
٤ – تهجير ما يقارب ٩٠٠ ألف من سكان الجنوب والضاحية والبقاع.
٥ – تدمير ربع المباني السكنية في قرى وبلدات الجنوب غير الضاحية والبقاع.
٦ – العمل على إيجاد تيار مناهض للمقاومة في لبنان.
ثانياً – الإخفاقات:
١ – تم إستعاب الصدمة والتعافي من الإغتيالات في قادة الصف الأول وقادة المناطق والوحدات المقاتلة وتم تعيين البدائل غير المعروفين لإجهزته الأمنية والعسكرية.
٢ – وقوف بيئة المقاومة من المهجرين قسراً والناصرة للمقاومة مع مقاومتهم مما دفع بالعدو للإمعان في مجازره ضدهم إنتقاماً ووحشيةً.
٣ – مازالت المقاومة فاعلةً وتقوم بإيلام العدو وبشكل تصاعدي على المستويين القتال التلاحمي والقصف على تجمعاته على الجبهة بالعمق المحتل مما يشير الى قلة أو عدم تضرر البنى التحية العسكرية للمقاومة .
٤ – تقوم المقاومة بقصف المنشآت الاقتصادية والعسكرية والأمنية للعدو بالعمق وتلحق الأضرار الكبيرة بشرياً ومادياً رغم تكتم العدو على ذلك.
٥ – التفوق الظاهر الإستخباراتي “بشهادة العدو” من خلال الوصول بالقصف إلى مراكز أمنية وعسكرية وحتى إلى غرفة نوم رئيس وزراء العدو.
٦ – عدم إحتلال العدو وإن دخل الى بعض القرى عدم القدرة على الاستقرار من خلال القتال الكربلائي الذي يواجهونه من رجال المقاومة، مما دفعة بإحدى صحفه الهامة بعنونة (٥٠ ألف جندي لم يستطيعوا إحتلال قرية واحدة) وهذه حال كل القرى الأمامية.
٧ – تماسك الموقف السياسي الرسمي اللبناني من رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة حيال وقف إطلاق النار من خلال القرار ١٧٠١ بدون تعديل او زيادة.
٨ – التيار السياسي المناهض للمقاومة كان قبل الحرب وليس ذو تأثير على المسار السياسي في لبنان، بل العكس شهدت مختلف المناطق اللبنانية تضامناً وتلاحماً قل نظيره لبيئة المقاومة وللمقاومة مما أُصطلح على تسميتها البيئة الناصرة.
٩ – موقف حزب الله حيال الحرب المفروضة على لبنان وفصل الساحات وشروط وقف إطلاق النار من خلال ما عبر عنه أمينه العام سماحة الشيخ نعيم قاسم.
بالخلاصة:
– تظهر المقارنة بين نجاحات وإخفاقات العدوان على لبنان أن نجاحه يصنف سياسياً وعسكرياً بما يسمى نجاحات تكتيكية حيث لم يستطع الحد من قدرات وإمكانات المقاومة أو إضعافها أو تفكيكها أو حتى قلب الموقف السياسي الرسمي والشعبي عليها بعد كل ما قام به.
– كما تظهر المقارنة على أن العدو يحاول إسنثمار النجاح التكتيكي بفرض شروطه على وقف إطلاق النار بمساعدة أمريكية.
– تظهر بالمتابعة الإخفاقات الإستراتيجية في تحقيق أهداف العدوان ومنها:
١ – همجية الهجمات الجوية على المدنيين وخلق أزمة النزوح لم تحقق شيئاً على مستوى المقاومة أو البيئة الحاضنة والناصرة أو على الموقف الرسمي للدولة.
٢ – لم تستطع حكومة الكيان للآن تحديد موعد لمستوطنيها بالعودة الى مستوطناتهم الشمالية.
٣ – الأثمان الباهظة التي يدفعها جنود الإحتياط من قدراتهم المعيشية والعائلية ورفض الكثير منهم الإلتحاق بالجبهة الشمالية.
وبالتالي أعتقد أن نتنياهو سيعمد الى انتظار نتيجة الإنتخابات الأمريكية ليبني على نتائجها خياراته والى حينها ستبقى الأمور على ماهي عليه من عدوان وجرائم، ويمكن أن تتوسع في الضغط الناري ليشمل بعض البنى التحتية الحكومية للتأثير على الموقف الحكومي.
