Cancel Preloader
 لبنان إلى أين؟

لبنان إلى أين؟

Loading

لبنان إلى أين؟

(M news) فاطمة دندش

في ظل ما نشهده اليوم، نسأل: لبنان إلى أين؟ هل بتنا فعلاً على حافة الهاوية؟

أين الدولة التي تعهدت بحماية مواطنيها الذين يُستهدفون يوميًا بذريعة أنهم “عناصر إرهابية” تحضر لأعمال عدائية؟
أين الدولة التي ادعت حرصها على حفظ السيادة، والأرض، والعرض؟ أليست أرضنا تُستباح يوميًا دون أي رادع أو محاسبة؟

منذ أكثر من خمسة أشهر، وإسرائيل تعبث، تهدد، وتعتدي، ونحن لا نرى ردًا بحجم الاعتداءات، بل نسمع تصريحات خجولة، متلعثمة، لا تقدم ولا تؤخر.
اليوم، قُصفت الضاحية الجنوبية… فهل هذه رسالة لمرحلة تطاول ممنهج على كل المناطق اللبنانية، لا الجنوب وحده؟

لنفترض أن “حزب الله” غير موجود، ماذا كنتم فاعلين؟!
بالتأكيد: لا شيء.
فمن لا يملك القرار، لا يستطيع أن يحمي أرضه ولا أن يمسك بزمام الأمور.

لبنان اليوم ليس آمناً: الاحتلال الداخلي واضح وجلي، وإسرائيل تمهد لعمليات عدوانية مستمرة دون رادع، مستفيدة من عملائها في الداخل، الذين يتواطأون علنًا معها عبر خطابات طائفية عنترية تلهب النفوس وتشق الصفوف.

ولم تقف المصائب هنا، بل زاد الطين بلة التدخلات الخارجية المُعلنة، التي تتحكم بكل شاردة وواردة في لبنان، لتنفيذ أجندات تخدم مصالح إسرائيل وأهدافها.

الهدف واضح:

إضعاف اللبنانيين ككل.

إبقاؤهم في حالة استنفار دائم وتوتر متصاعد.

تعميق الانقسام بين فريق يلهث نحو التطبيع والاستسلام حتى وصل بالبعض إلى حد دعوة إسرائيل لاحتلال لبنان، وبين مقاوم شريف يأبى التفريط بالدماء والقضية.

الخارج اليوم يعمل للقضاء على “حزب الله” ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية..
وقد أعطى الضوء الأخضر لأدواته في الداخل لإشعال الفتنة، بعدما فشلت إسرائيل عسكريًا، خصوصًا أن البيئة اللبنانية للأسف مهيأة:

فلتان تحريضي.

تراشق إعلامي مدمر.

غياب للعدالة.

تساهل مع المجرمين والمحرضين.

استمرار هيمنة أمراء الحرب القدامى الذين ما زالوا في السلطة بخطاباتهم الحاقدة.

المخطط الشيطاني قد رُسم وهيّئ، ولكن ما يقف سداً منيعًا أمام انفجاره هو وعي أبناء المقاومة، وثقافة بيئتهم الصلبة التي تعضّ على الجراح والآلام دفاعًا عن الأرض والكرامة.

هؤلاء وحدهم، بحكمتهم وصبرهم، يمنعون لبنان من الانزلاق نحو حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
لكن… الحذر كل الحذر من تفلت الأمور، فالمخططات لم تُلغَ، بل تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض

MNews