Cancel Preloader

لا حل الا برفع الدعم

Loading

“لا حل في الأفق الا برفع الدعم عن الطحين، وما نحصل عليه الآن هي ابر مخدرة لا تحل أزمة”

حوار خاص لموقع mnews.press مع صاحب أفران تمنين السيد يوسف مرتضى.

حوار وتحقيق : بتول الحلاني

أولا” سنتحدث عن ربطة الخبز كربطة وزنها ٨٥٠غ، قبل الأزمة كانت مع الطحين المدعوم مع النايلون مع الخدمة كانت تكلف دولار واحد. ومع بداية الأزمة، منذ سنة ٢٠١٩ بدأ سعر الربطة بالإرتفاع رغم ان كل شيء كان لا يزال مدعوما” حينها (الزيت مدعوم، السكر مدعوم، الطحين مدعوم وهو المادة الأساسية للخبز).

وفي حين كانت مدعومة كان سعرها مستمر بالإرتفاع بشكل طفيف، ٥٠٠ و٧٥٠ و١٠٠٠ ليرة كحد أقصى.. حتى تم رفع الدعم عن كافة المواد الغذائية حتى وصل ارتفاع سعرها الى ١٣٠٠٠ ليرة حاليا”.

مثلا” الآن سعر طن الطحين في المطحنة مليونان ومئتان الف ليرة تقريبا”، مدعوم في ارضه، ثم نضيف كلفة النقل مع عمال حوالي ٧٠٠ الف ليرة، فيصل الى الفرن، بتكلفة ٣ ملايين ليرة، لكل طن من الطحين اي ٢٠ كيسا” وكل كيس يحوي ٥٠ كلغ من الطحين،وهذا يعني ان تكلفة الكيس ١٥٠ الف ليرة كحد اقصى.
توقف الدعم، لأن حاكم مصرف لبنان، لم يعد يوقع اعتمادات لأصحاب المطاحن فلذلك أصبحوا يبيعونه بالسوق السوداء، والمطاحن لا تشتري سوق سوداء، مازالت تعمل بالطحين المدعوم المتوفر لديها، مثلا” انا اعمل بالكمية المتوفرة لدي من الطحين المدعوم، لانني اذا قصدت الشراء من الغير المدعوم يبلغ سعر الطن الواحد ٧٦٠ دولارا”، هنا أنا امام خيارين، او اقفل الفرن، او اشتري الطحين الغير المدعوم، وهنا لا استطيع شراؤه، لأن وزير الصناعة حدد سعر مبيع ربطة الخبز ب١٣ الف ليرة، ولا استطيع التعامل مع هذا الموضوع سوى بالعمل بما لدي من طحين مدعوم.

من المقرر اليوم اجتماع بين وزارة الاقتصاد و نقابة اصحاب الأفران، النتيجة قد تزيد الطين بلة، او تنحل الأزمة.
لدينا حلين، في صندوق الدعم الدولي هناك معلومات مؤكدة انه يوجد ١٥٠ مليون دولار لدعم المطاحن وحصرا” ربطة الخبز العربي، مما يسد حاجة لبنان لمدة بين ٧ و ٨ أشهر، هذه معلومات موثوقة ومهمة، وبهذه الطريقة تبقى فقط ربطة الخبز العربي مدعومة بينما يلغى الدعم عن باقي المعجنات ومنتوجات الافران المتنوعة.، مثلا” كيس خبز الهمبرغر يرتفع ليلامس ٣٠ او ٤٠ الف ليرة،وهو قد بدأ بالارتفاع مسبقا”.

كلنا بتنا نعرف ان هذه عقوبات على لبنان من ضمنها القمح، عقوبات بشكل واضح، اذا لم يرفع الدعم اليوم، نحن ذاهبون الى فترة ٧ او ٨ أشهر فقط مع ربطة خبز مدعومة.

لماذا نعاني أزمة بتوزيع الخبز العربي؟
كانت المشكلة لما باتت الافران لا تسلم للمحلات الخبز، وأصبحت هذه المادة مفقودة بالسوبرماركت والدكاكين، فلجأت الناس للسوق السوداء، حيث اصبح الاولاد السوريين يقفون في الطابور، يأخذ كل واحد منهم ٧ و ٨ ربطات خبز، ثم يبيعونها بالسوق بسعر ٣٠ و٤٠ الف ليرة.

وأيضا”، هناك موضوع آخر، مثلا” انا فرن ككل الأفران، لا أشغل ٤ جنازير لأقدم الكمية المطلوبة، أنا كصاحب فرن علي الحفاظ على كمية الطحين المخزنة لدي، لتكفي حتى يعود الدعم. وقد برز الاحتكار، في بعض الافران، من ناحية ان الطحين المتوفر لدي اتركه عندي ولا استعمله حتى يلغى الدعم، ثانيا بعض الأفران، وخاصة افران المناقيش كانت تشتري الطحين المدعوم بقيمة مليونين ليرة ثم تبيعه سوق سوداء ب٢٥ مليون او تصدره الى سوريا بهذا السعر، وقد ختم أكثر من فرن بالشمع الأحمر نتيجة هذا التلاعب، وانا اتحمل مسؤولية كلامي لاني اتحدث بثقة.

بالنسبة للتوزيع، انا وكيل، اذا كان الفرن يخبز نصف الكمية حفاظا” على طحينه المدعوم، وهو يسلم تجار الجملة ثلث الكمية، اذا” انا كموزع سأسلم ثلث الكمية، اضافة الى ذلك، المعروف عن الشعب اللبناني، اي مادة مهددة بالانقطاع، يهرع لشرائها ويحضر كميات كبيرة تفوق حاجاته ويخزنها خوفا” من عدم توفرها مستقبلا”، وبعد ايام يرمي القديم، ويستعمل الجديد، انا متأكد الآن انه في كل منزل يوجد ١٠ ربطات خبز، نصفه صالح والنصف الآخر للتلف.

الطحين المدعوم ممكن يندعم اليوم او قد يرفع الدعم، اي ان الازمة قد تحل اليوم او تستمر، كل فرن يقسّم مالديه من كميات مدعومة لتكفيه اطول وقت ممكن، انا مثلا” لدي ٢٠ طن طحين، اعمل كل يوم بطن ونصف الطن، لأستمر قدر المستطاع.
افران كثيرة نفذت لديها كميات الطحين المدعوم، مثل افران تفاحة، اخبرني صاحبها عادل تفاحة ان الكميات نفذت لديه، وهو يعمل كل يوم بكيس ونصف الكيس. لذلك ماتبقى في الافران هي كميات ضئيلة لا أكثر.

صرح رياض سلامة انه لم يحصل بعد على المبلغ من صندوق النقد الدولي ليمضي الاعتمادات، نحن وعدنا منذ ٤ أشهر بهذا المبلغ ولم نحصل عليه بعد، واذا اتفقوا على توقيع الاعتمادات، سيكون ذلك من اموال المودعين الى حين وصول المبلغ من صندوق النقد الدولي ليصار به الى تسكير ما صرف من حسابات المودعين.

حل؟ لا حل الآن!
نحن الآن نحصل على ابر مخدرة، لان لبنان بحاجة سنويا”لدعم بما يقارب ٢٠٠ مليون دولار، وصندوق النقد الدولي سيقدم لنا الأن ١٥٠ مليون دولار سلفة لدعم الطحين والقمح، لمدة ٨ اشهر، وبعد ٨ اشهر؟
او نعود لنأخذ من اموال المودعين لندعم الطحين وهذا الوضع القوى السياسية لم تقبل به، او ذاهبون لرفع الدعم كليا”.
يعني لا حل في الافق ولا بديل، الا مع رفع الدعم، كما رفع عن المواد الغذائية، قد اصبح اليوم رفع الدعم حاجة ملحة، وضرورية، لانقاذ الوضع، لانه لا بديل، وكل الحلول المؤقتة الاخرى هي عملية مماطلة للأزمة لا أكثر.

MNews