
كيف نربي أولادنا في زمنٍ ليس زماننا؟
د.بتول عرندس
“لا تُجبروا أبناءكم على أخلاقكم، فإنهم خُلقوا لزمانٍ غير زمانكم.” – علي بن أبي طالب
كيف نربي أولادنا في زمنٍ ليس زماننا؟
كيف نزرع في قلوبهم شجرةً تتجذّر في أرضهم، لا في تربتنا؟
التربية ليست سيفًا نشهره لنقودهم حيث نشاء،
ولا قيدًا نضعه حول أعناقهم كي يشبهونا.
هي أن نكون ظِلًا حين تلسعهم شمس الحيرة،
ونهرًا حين يظمأون للمعرفة.
أطفالنا ليسوا امتدادًا لنا، بل بدايةٌ جديدةٌ لعالمٍ لم نعشه.
علينا أن نمنحهم جذورًا تمتدّ في عمق القيم،
وأجنحةً تحلّق في سماء الابتكار.
علّمهم أن يسيروا في طرقٍ لم تجرؤ أقدامنا على عبورها.
ازرعوا فيهم حبّ التساؤل، لا الخوف من الخطأ.
اجعلوا الحوار جسرًا بين جيلين،
لا سياجًا يحجب عنهم رؤية المستقبل.
التربية الحديثة ليست وصاية،
هي أن تكون لهم مرآةً تعكس الضوء لا الظلال.
هي أن تعلّمهم أن الحكمة ليست في أن يشبهونا،
بل أن يكونوا أنفسهم… بوعيٍ يشدُّهم إلينا،
وحريةٍ تُطلقهم نحو زمانهم.
