كرامة أبنائكم خط أحمر

كرامة أبنائكم خط أحمر

د. بتول عرندس

كرامة الأبناء لا تُقايض بالضحك العابر

لا تجعلوا ضحكات الجمع تُغطي على وجع صغير ينمو في صدر طفلكم كغصن مكسور.
لا تبيعوا ثقته بكم على طاولة المزاح، ولا تصفقوا لعبارة جارحة كأنها نكتة عابرة.
فالطفل الذي يُسقط رأسه خجلًا منكم اليوم، سيبنيه غدًا بعيدًا عنكم.

إذا نُعت ابنكم بصفة لا تشبهه، لا تهزوا رؤوسكم كأنكم شهود زور على قلبه.
كونوا جدارًا يستند عليه، لا نافذة يُرمى منها بالكلمات.
ولا تسمحوا لأحد أن يُقيم محكمة علنية لأخطائه، فالحب لا يعرف المحاكم، والحكمة لا تحتاج جمهورًا.

لا توجعوا قلوبهم بالعتاب أمام من لا يفهم معنى العتاب.
حدّثوهم همسًا حين يخطئون، فالصوت العالي لا يُربي، بل يُهدم.
قد تبدو اللحظات العابرة مجرد تفاصيل، لكنها تبني في الداخل مدنًا من الثقة أو خرائب من الخذلان.

كونوا الوطن الذي لا يُطرد منه الطفل حين يُخطئ.
كونوا الظل حين تحرقه شمس الكلمات.
كونوا لهم كما تكون الأرض للشجرة: صامتة لكنها تحمل كل الثقل دون أن تئن.