في سينيق، معمل متوقف، مجاري صرف صحي، ومكبات…
حوار خاص لموقع أم نيوز مع امل طعان جفال “مديرة البيئة والتنمية في نقابة الغواصين المحترفين في لبنان”، حول مجزرة سينيق البيئية (صيدا).
حوار وتحقيق : بتول الحلاني.
امل طعان جفال :
حائزة على ماستر ١ في الفنون والآثار
دبلوم في إدارة الجمعيات
مديرة البيئة والتنمية في نقابة الغواصين المحترفين في لبنان (اول امرأة في الهيئة الادارية للنقابة)
عضو في اتحاد الاثريين المصريين
اول مدربة غوص في جنوب لبنان (محجبة) ومدربة كرة سلة
عضو في لجنة الادارية لنادي كرة السلة
المشهد الذي شاهدناه في سينيق، معمل متوقف، مجاري صرف صحي، ومكبات…
اين الفاعليات الحزبية والبلدية؟
نحن كغطاسين نقف على خط الحياد، دورنا كنقابة للغطاسين هو الإضاءة على هذه المشاكل وفي نفس الوقت العمل على الإرشاد وللمساعدة في حل هذه المشاكل بأي طريقة ممكنة، فكما نلاحظ جمهورية لبنان العظيم يعاني من انهيارات اقتصادية وغيرها من المشاكل في جميع القطاعات الصحية والبيئية والتنموية والدراسية من الجامعات الى المدارس، من ضمن هذه المشاكل حال الصيادين التي من خلالها عثرنا على هذه الكارثة البيئية.
كما ذكرت، كنا بصدد متابعة احوال الصيادين، بسبب غلاء الأدوات والشبك والمازوت من الادوات التي يستعملونها،
وعثرنا على مشكلة النفايات في الشباك، فبدل ان يصطاد قوت عيشه، يصطاد النفايات التي تؤدي الى أمراض وفي نفس الوقت تؤذي البيئة البحرية.
وعندما بحثنا في الأسباب، وجدنا اولها غياب الرقابة والتفلت في البلد وعدم توفر المازوت والوقود، للمعامل، ان كان معمل سينيق لفرز النفايات او معامل المجاري لتصفية مجاري الصرف الصحي، كلنا نحمل ذنب ماحدث، وليس الدولة فقط؛ يجب ان تتوفر التربية البشرية المستدامة ضمنها التوعية من خلال الفرز والتدوير من المصدر لنخفف من كمية النفايات.
مشكلة النفايات هنا مثل باقي المناطق، تراكمت في المعلم وفي نفس الوقت كان هناك مكب قبل المعمل ومكب بعده؛ هذه المكبات فاضت ووصلت للبخر ونزلت في المياه، ووصلنا الى هذه الكارثة، وكما حصل في بيروت توقفت الشركات التي تجمع النفايات لأن الموظفين لا يحصلون على اجورهم، فتراكمت النفايات وتوقفت المعامل عن العمل بعد كمية الاعطال التي اصابته من جهة وشح مادة الوقود من جهة أخرى.
نحن في بلد الفساد منتشر في جميع الادارات الخاصة والحكومية، ولا يوجد لدينا ادارة متخصصة في هذه المجالات لتقوم بعمل مهني متقن لنحل هذه الازمة.
العجز بايجاد حلول كان بسبب عدم وجود ميزانية، نحتاج آليات وادوات خاصة لرفع النفايات وفرزها وتخميرها، ولا ننسى ان للنفايات مردود من حيث انتاج طاقة بديلة للطاقة الكهربائية، عبر الغاز المنبعث من تخمير النفايات.
من هنا نناشد اولا وزير الزراعة ووزير البيئة ووزير الطاقة، كون المشكلة هنا تخص التلوث والثروة المائية والصيادين، ونقص كمية الوقود.
وبنفس الوقت كل مواطن منا يعد مسؤول اول عن التلوث، لان كلنا لدينا نفايات، علينا اتباع الفرز، لانه عندما تجمع النفايات كلها مع بعضها من بقايا اطعمة وبلاستيك بكيس واحد، تتفاعل وتؤذي البيئة.
يجب توفر التوعية في المنزل ثم في المدارس، وتوعية اجتماعية ضمن ندوات إجتماعية تنظمها البلدية مثلا في كل منطقة، من خلال وزارة البيئة او جمعيات بيئية.
أيضا يجب الحد من انتاج النفايات وتجنب استنفاز الموارد بأن نعتمد جميعنا على اعادة تدوير وفرز النفايات، وعدم الاعتماد على المواد البلاستيكية واستبدالها بمنتجات صديقة للبيئة او مواد قابلة للتحليل، بدل كيس النايلون كيس قماش وبدل قنينة البلاستيك زجاج يستعمل اكثر من مرة. بالاضافة الى ذلك تقييد وتدمير المواطن الطبيعي لحماية التنوع البيولوجي لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض.
ووجوب استخدام الطاقة الشمسية بدل الطاقة الكهربائية لانها بحاجة للديزل وللتخفيف من المشاكل البيئية.
وايضا من المفروض تنقية مياه الصرف الصحي واستخدام المصافي، مع المراقبة المشددة وقوانين ليمتثل المواطن للقانون لنصل للنتيجة.
أخيراً، نحن ضيوف على كوكب الأرض، البيئة الموجودة حولنا امانة بين ايدينا، يجب ان نخافظ عليها ونحميها لانها لاولادنا واجيالنا، ناخذ حاجاتنا منها ونحميها لتلبي حاجات أحفادنا.
حقنا ان ناخذ احتياجاتنا وواجبنا الحفاظ عليها، ويجب ان يكون ضمن البرامج التعليمية تنشئة تربوية في المدارس الرسمية والخاصة عن كيفية الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة والاستعمال الصحيح للموارد الطبيعية الموجودة حولنا.
