غزة بين السلة والذلة
غزة بين السلة والذلة…..!
د.نزيه منصور
بتاريخ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، حقق الشعب الفلسطيني بقواه الحيّة في قطاع غزة إنجازاً تاريخياً من خلال عملية طوفان الأقصى التي اجتازت كل الحصون والتجهيزات التقنية العالية، وأفشلت الموساد والاستخبارات الأمنية، وأسرت المئات من جنود وضباط العدو في حدث غير مسبوق في تاريخ الصراع مع العدو…..!
على إثر ذلك، هبّ الغرب بزعامة واشنطن، على جناح السرعة، وحطّ في تل أبيب تأييداً ودعماً وخوفاً من انهيار الكيان المؤقت، واحتضن نتن ياهو وتحوّل إلى أسوار ومتراس سياسي وعسكري ومادي، بدءاً ببايدن الرئيس الأميركي آنذاك وماكرون الفرنسي والألماني والطلياني والبريطاني….!
شنّ العدو حرب إبادة جماعية على الشعب الفلسطيني في ظل صمت دولي وجسور جوية وبحرية وبرية لنقل كل أنواع الأسلحة والذخائر والمواد الغذائية والطبية، بينما تدمّر غزة على رؤوس أهلها من دون شفقة ولا رحمة، إلى أن تم وقف إطلاق النار، وغزة تقا.وم وترفض الاستسلام وتنصب الكمائن وتلحق بالعدو المزيد من الخسائر العسكرية، دون أن يحقق العدو أي من أهدافه المعلنة…!
تم وضع صيغة بين الأطراف المعنية بواسطة مصرية وقطرية ورعاية أميركية، على مراحل عدة، نُفذت المرحلة الأولى منها، تبع ذلك تعنت صهيوني وتحريض أميركي ومن رأس الإدارة ترامب الذي طرح طرد أبناء غزة والضفة إلى خارج فلسطين، إلى أن هدد بوجوب إطلاق سراح الأسرى وإلا سينفذ ذلك بالقوة. فهو يفاوض من جهة، ومن جهة ثانية يضع ممثلي القوى الحيّة والقوات الفلسطينية الجها.دية بين خيارين، إما السلة وإما الذلة…..!
المشهد يعيد التاريخ، رغم مرور حوالي أربعة عشر قرناً على ملحمة كربلاء، عندما خُيّر سبط النبي الحسين بن علي عليهم أفضل الصلاة والسلام عليهم بين السلة والذلة..!
وها هو الشعب الفلسطيني في غزة يواجه السيناريو ذاته الإفراج عن الأسرى أي السلة أم الذلة..!
بناءً عليه تثار تساؤلات عدة ونكتفي بواحد منها: ماذا ستختار غزة السلة أم الذلة؟
