
عين للعدو ام حافظ للسلام
*اليونيفيل في جنوب لبنان: غطاءٌ لحفظ السلام أم أعينٌ للعدو؟*
محمد بيضون
منذ سنوات طويلة، تنتشر قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان تحت ذريعة حفظ الأمن والاستقرار، ولكن واقع الأمر يكشف حقيقة مختلفة تمامًا. فبين الدور المعلن والواقع على الأرض، تظهر ممارسات تثير الكثير من الشكوك حول الهدف الحقيقي لوجود هذه القوات، خاصة مع تجاوزاتها المتكررة التي تصبّ في مصلحة العدو الإسرائيلي أكثر من مصلحة الأمن المحلي.
*تحركات مشبوهة تحت ستار الحياد*
رغم الادعاء بأنها قوات محايدة، فإن سلوك اليونيفيل على الأرض يطرح علامات استفهام عديدة. فمن يراقب تحركاتها يدرك أن نشاطها يتركز بشكل خاص في المناطق المرتبطة بالمقاومة، حيث ترصد المواقع، توثق التحركات، وتلتقط الصور دون مبرر واضح. لم تكن هذه الحالات فردية أو عشوائية، بل تكررت بشكل بات يستدعي التساؤل عن الجهة المستفيدة من هذه المعلومات.
*تجاوزات لا يمكن تجاهلها*
ما يثير الريبة أكثر هو التصرفات التي تتخطى حدود دورها المعلن. فقد شوهدت دوريات تابعة لها تقوم بتصوير المدنيين، منازلهم، وحتى المراكز الصحية، مثل تلك التابعة للهيئة الصحية الإسلامية، التي تلعب دورًا أساسيًا في تقديم الخدمات الطبية والإنسانية في الجنوب. لماذا يتم استهداف هذه المراكز تحديدا؟ ما الذي يدفع قوات يُفترض أنها تعمل لحفظ السلام إلى جمع معلومات عن منشآت مدنية؟
مثل هذه التصرفات لا يمكن فصلها عن الهدف الأكبر: جمع المعلومات ونقلها إلى جهة ثالثة. وليس سرًا أن العدو الإسرائيلي يعتمد على أي مصدر متاح لتعقب تحركات المقاومة، فكيف إذا كان هذا المصدر قوة دولية تتحرك بحرية كاملة تحت غطاء الأمم المتحدة؟
*دور استخباراتي أكثر من كونه أمنيًا*
المسألة لم تعد مجرد تجاوزات فردية أو أخطاء عابرة. فالواضح أن هناك نمطًا ممنهجًا في عمل هذه القوات، يجعلها أقرب إلى دور استخباراتي متخفٍ تحت لافتة حفظ الأمن. فبين الصمت عن خروقات العدو الإسرائيلي، والمبالغة في التدقيق بالمناطق التي تنشط فيها المقاومة، بات واضحًا أن هذا الوجود يخدم مصالح محددة أكثر مما يحقق الأمن المزعوم.
ماذا بعد؟**
مع تكرار هذه الوقائع، لم يعد مستغربًا أن ينظر أهل الجنوب بعين الريبة إلى هذه القوات، التي يفترض أنها لحمايتهم، لكنها في الواقع تراقبهم وتنقل ما تراه إلى جهات قد لا تتمنى لهم الخير. فإلى متى سيستمر هذا الدور المزدوج؟ وهل سيبقى الجنوب مكشوفًا أمام عيون تتخفى خلف ستار الأمم المتحدة؟
أسئلة تبقى مفتوحة، لكن الواقع على الأرض يُجيب عنها كل يوم.
