Cancel Preloader
 عن اي شجاعة تتحدثون؟

عن اي شجاعة تتحدثون؟

Loading

تشجعوا من؟ وأي شجاعة تتحدثون عنها؟

د. أحمد مصطفى رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة بالقاهرة، مصر

“بعد صناعة الفقاعة ثم ينتهي دورها، يتم التخلص منها لأنها أصبحت عبء ثقيل على صانعها” فبعد لقاء أول أمس ما بين ترامب الرئيس الأمريكي ونائبه جي دي فآنس من جانب، وزيلينسكي الرئيس الأوكراني الحالي غير المنتخب والمنتهية ولايته من الجانب الآخر. وجدت بعض الأقلام من بعض الإعلاميين وآخرين تصف زيلينسكي هذا (الراقص العار والممثل الفكاهي سابقا) بـ (الشجاعة) حتى من العالم العربي، فأي شجاعة يتحدثون عنها، إذ لم يكن في أوروبا رجال أو حتى أشباه رجال مثل (زيلينسكي)؟ فـ زيلينسكي الذي حصل على مئات المليارات من الدولارات بحسب قول ترامب، إما بشكل نقدي أو في شكل سلاح أو بشكل عيني (كيف تصرف زيلينسكي في هذا المال – أين معايير الشفافية والنزاهة في أوروبا وأمريكا؟ وهل حققت هذه الأموال هدفها بهزيمة الروس؟ أم أنها أضيفت للخسائر الغربية والوضع الاقتصادي المذر الذي يعاني منه الغرب، حتى مع العقوبات والتي أتت حتما بنتائج عكسية كما توقعنا في بداية التوتر بين الجانبين؟). لقد ضحت أوروبا، ومجموعة ضعاف الحكام الموجودين الذين جاءوا بتوصيات الأوليغارشية، وكذلك أمريكا إبان فترة بايدن، بـ الشعب الأوكراني الذي لم يكن يريد الدخول في أي حرب مع الدولة الأم روسيا، لولا التحريض الغربي وإشعال أمريكا (بايدن – الفاقد لـ الاهلية) و(جونسون الفاشل) رئيس وزراء بريطانيا السابق فتيل النزاع والحرب مع روسيا، بمحاولة نشر صواريخ وأسلحة ثقيلة على الحدود الأوكرانية مع روسيا. وهذا لا لشيء إلا لإذلال الروس والرئيس (بوتين) ليكون بين (مطرقة الحرب مع الناتو) من خلال أوكرانيا و(سندال الفتنة الداخلية في الداخل الروسي). بحيث ان لو كان بوتين قبل بهذا السلاح على الحدود لـ وصف بـ “الجبان” وكان قبلها محاولات غربية لعمل انقلاب في (كازاخستان) من خلال شركات توظيف مشبوهة ومجتمع مدني مدار من شركات ومؤسسات أيدلوجية أمريكية لولا قوات التدخل السريع التي حمت كازاخستان في يومين من ثورة ملونة بمذاق غربي. أما زيلينسكي هذا للمدافعين عنه فقد وصف أوكرانيا بأنها (إسرائيل أوروبا) وأنه هو شخصيا صهيوني، بل وطلب من إسرائيل أثناء الحرب في غزة إرسال قوات هجومية لقتل الفلسطينيين في غزة، وبالفعل توجد تقارير صادرة عن المرتزقة في الجيش الاسرائيلي، والتي أكدت وجود مرتزقة أوكرانيين هناك.

حيث أن اسرائيل وفقا لهذه التقارير من أكثر الدول التي تستجلب الأوكرانيين للعمل في الوظائف المتدنية وجيش الدفاع، كبديل عن الأفارقة، لـ الإبقاء على العنصر الأبيض (الاشكنازي) بداخلها وليس أصحاب البشرة الملونة والسمراء، فـ زيلينسكي شريك في قتل الفلسطينيين والعرب بشكل ما أو بآخر – ونسى بعض العرب كيف تم التعامل مع الأفارقة والعرب والمسلمين في أوكرانيا مع نشوب الحرب الروسية الاوكرانية. وهنا نتذكر المقولات العنصرية التي طرحها مسئول العلاقات الخارجية السابق (جوزيف بوريل) في الاتحاد الأوروبي “أن أوروبا مكان كـ الجنان محاطة بالأدغال”. وهذا ايضا ليس معناه أن تسليط الضوء على شخصية هزلية متدنية مدمنة للمخدرات كـ زيلينسكي في الإعلام الغربي بكل القصور والضعف في الشخصية، والعلاقات المشبوهة الشخصية مع حكام غربيين وفق تقارير تعني أنه بطل! لأنه لو تم استفتاء أو الشعب الأوكراني على الدخول في حرب مع جارتهم الروسية لـ رفضوا تمام الرفض، للخير الذي كان يعم عليهم من روسيا أكثر من غيرهم – بدليل استفتاء القرم 2014 تلاه الدونباس 2022 والذي أظهر مدى حب الأوكرانيين لروسيا عن أوكرانيا. وأقل ما فيها النفط والغاز المجاني او بشروط تفضيلية يسيرة، وليس معنى أن زيلنسكي حصل على أموال غربية بمئات المليارات، أنها في شكل هبات لا ترد بل أصبح الشعب الأوكراني البائس مدين لـ عشرات السنوات للأمام بديون لم تكن في حسبانه، بل وستحصل أمريكا على ما تريد من أوكرانيا و تجردها من المواد الخام، ولن يستطع أي نظام أوروبي الوقوف في وجه ترامب وأكبر شاهد على ذلك – لقاء ترامب وماكرون الإسبوع المنصرم، ورجوع ماكرون خالي الوفاض ولم يحصل على أي شيء من ترامب. ولن اقتصادا أوروبا يرتبط ارتباط وثيق باقتصاد امريكا ونظامه البنكي فـ ترامب يمكن أن يعاقبهم اقتصاديا أي وقت شاء وفقا لذلك. وفي حال لو تم نزع القواعد الأمريكية من أوروبا، لن تستطع أوروبا الدفاع عن نفسها، خصوصا بعد أن غيرت أمريكا حتى الثقافة الأوروبية، ونزعت كذلك روح الرجولة والوطنية من شبابها بفضل مشروع مارشال لإعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا يتضح في عدم وجود رؤية أو وضوح في رؤية اوروبا في علاقات الجوار، ووجود مسئولين جاءوا نعم بالانتخاب ولكن دون المستوى لأن الخيار دائما كان ما بين (السيء والأسوأ)، فمن معايير الديمقراطية، ليس المجمع الانتخابي فقط، بل (الكفاءة)، فنحن كعرب لا نرى أمامنا أي نظام أوروبي يمكن التعويل عليه كما كان آخر عهد، مثلا (ميركل في ألمانيا، وجاك شيراك في فرنسا). وإذا كان زيلينسكي بهذه البطولة المزعومة، لماذا لا يجر إنتخابات نزيهة وشفافة في أوكرانيا لنر هل بالفعل لديه شعبية من عدمه ولماذا يفرض نفسه على الشعب الأوكراني؟ وكان الرئيس الروسي بوتين كان لديه حدس قوي بما سيحدث في العالم عندما تحدث من خلال مشروع “20 سؤال مع الرئيس عبر وكالة تاس الروسية فبراير 2020″، تلاها بشكل آخر الحوار الذي أجراه مع أحد إعلاميي ترامب العام الماضي تاكر كارلسن فبراير 2024 الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات والذي كان من خلاله نوع من الرسائل المشفرة بين الرئيسين بوتين وترامب في الدعم المتبادل، ثم المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيسين منذ اسبوعين، كل هذه المراجع يجب دراستها بتمعن. فـ أوروبا في نهاية المطاف هي الخاسر الأعظم، ولا بد أن تعيد أوروبا النظر في سياساتها لإحلال الرجال الحقيقيين محل أشباه الرجال متوسطي الكفاءة الموجودين، وكان فوز حزب “البديل من أجل ألمانيا” بنسبة 21% أكبر طعنة للوحدة الأوروبية، لأنه معروف أنه حزب موال للروس والأمريكان. وربما تتحقق رؤية المخرج الأمريكي الكبير الواقعي “أوليفر ستون” التي عبر عنها في 2015 في أحد وثائقياته، أنه حتما سينحل الاتحاد الأوروبي لأن الفرنسي فرنسي، والإيطالي إيطالي، واليوناني يوناني، والتشيكي تشيكي، وهم مختلفون، ولا يمكن أبدا أن ينصهروا في بوتقة واحدة.

MNews