Cancel Preloader
 صفحاتٌ من يوميات العدوان الإسرائيلي على لبنان

صفحاتٌ من يوميات العدوان الإسرائيلي على لبنان

Loading

من كتابي “صفحاتٌ من يوميات العدوان الإسرائيلي على لبنان” … مشاهد وصور وسردياتٌ وقصصٌ…

د.مصطفى اللداوي

هذا الكتاب ليس توثيقاً للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ولا هو سجل يرصد ويوثق غاراته العسكرية على ضاحيته الجنوبية في العاصمة بيروت، وعلى بقاعه وجنوبه القريب من فلسطين، والبعيد شرقاً في الهرمل وبعلبك والبقاع، وعلى مناطق أخرى في شطري عاصمته الغربية والشرقية، وكذلك في مدينتي صيدا وصور والمخيمات الفلسطينية فيهما، حيث لم يبق العدو منطقةً دون قصفٍ، ولم يستثن بقعةً في لبنان لم يستهدفها ويغير عليها بطائراته، ويقصفها بصواريخه، أو يدكها بدباباته، وما زالت طائراته المسيرة تحوم في سماء لبنان، وتحلق فوق كل المناطق اللبنانية، تزعج وتقلق، وتصن وتزن، وتربك الناس وتحرمهم من النوم، وهي تصور وتسجل وتوثق، وتنتقي أهدافها، وتختار المباني التي تنوي استهدافها وقصفها، وتدميرها وقتل من فيها، دون مراعاةٍ لسكانها المدنيين، وقاطنيها من النساء والأطفال والشيوخ وعامة المواطنين.

وهو ليس ثبتاً بالأحداث، أو فهرسةً للعمليات، وسرداً لليوميات، وحصراً للغارات، وسجلاً لها ولعدد ضحاياها وجرحاها، فقد لا يجد القارئ فيه كل شيء، ولا يقرأ بين دفتيه كل الأحداث التي مرت على لبنان وأهله خلال أيام الحرب العصيبة، فهي أحداثٌ كثيرة، وعدوانٌ مستمر، وعملياتٌ تتكرر، بقدر ما هو مشاهدات ومعاينات، وملاحظاتٌ وانطباعات، يكاد جزءٌ كبير منها يكون شخصياً، يتعلق بملاحظاتي الشخصية وانطباعاتي الخاصة، وآثار وتداعيات العدوان في محيطي القريب الذي أعيش فيه وأتأثر به، والبعيد الذي أتابعه وأجهل تفاصيله، فقد كتبت ما عشت، ودونت ما رأيت، وسجلت ما عملت، ووثقت ما واكبت، وهو بالتأكيد ليس كل شيء.

ولعل الأحداث التي عشتها خلال أيام الحرب التي سترون أنني حسبتها 72 يوماً مخالفاً لرأي البعض، وهو ما سأبينه وأدافع عنه لاحقاً إن شاء الله، كثيرة وكبيرة، مرعبة ومزلزلة، ومخيفة ومقلقة، وما ظننت أنني سأنجو منها، وقد هيأت نفسي لها، لكنها بحمد الله مرت وانتهت.

MNews