Cancel Preloader
 سيناريوهات الانسحاب من جنوب لبنان

سيناريوهات الانسحاب من جنوب لبنان

Loading

*السناريوهات المُرجحة المحتملة أمام العدو لما بعد يوم الأحد القادم*

*الكاتب والمحلل السياسي يحيى دايخ ٢٠٢٥/١/٢٥*

منذ توقيع الاتفاق بين لبنان والكيان المؤقت برعاية وإشراف أمريكي – فرنسي على تنفيذ القرار ١٧٠١، سعى لبنان بكل جهد على تنفيذ المرحلة الأولى من الإتفاق عبر تنفيذ انتشار للجيش اللبناني على المواقع التي انسحبت منها قوات العدو، فيما إلتزمت المقاومة ببنود الإتفاق وسط الخروقات الصهيونية والتي فاقت ال ١٠٠ خرق من دخول مناطق وقرى لم تستطع الدخول إليها إيبان الحرب ومارست كل أنواع الإرهاب من إغتيالات بالمسيرات وتدمير وحرق منازل ومساجد ومدارس وإقتلاع احراش وتخريب لبنى إقتصادية وتحتية مما يفقد المناطق التي دخلتها لمقومات الحياة.

ومع كل التوثيقات التي قامت بها قوات اليونيفل والجيش اللبناني والشكاوي التي قدمتها الدولة اللبنانية الى رعاة الإتفاق والتي لم تؤتي ثمارها في ردع العدو كما هو متوقع من إنحياز الداعم الأممي للإتفاق للعدو الصهيوني، وفي عشية نهاية المرحلة الأولى يوم الأحد القادم والتي يتوجب على العدو أن ينهي احتلاله لمواقع وقرى وبلدات في الجنوب، وبناءً على ما صدر في وسائل إعلام العدو ومصادر من الأمم المتحدة ومسؤولين أمريكيين عن نيته في تأخير إنسحابه والبقاء في الجنوب اللبناني مما يضع المتابع امام ثلاثة سيناريوهات.

*السيناريو الاول:*

انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من الاراضي اللبنانية في الجنوب بضغط أمريكي وإستجابة لطلبات الدولة اللبنانية وبالتالي الانتقال الى تنفيذ المرحلة الثانية وهي المفاوضات غير المباشرة لبت مسألة النقاط ال ١٣ التي بقيت عالقة بعد إندحار سنة ٢٠٠٠ وسُميت بالخط الازرق والتي تتناقض مع خط المرسم للحدود اللبنانية-الفلسطينة المُرسّمة بموجب *إتفاقية بوليه-نيوكومب سنة ١٩٢٣* ، وبالتالي فإن لبنان يحصر الإختلاف الحدودي مع الكيان المؤقت عبر الخط الأزرق في 13 نقطة فقط تمتد من مزارع شبعا، إلى بلدة الناقورة، (علماً بأن الخط الأزرق لا يمثل بأي شكل من الأشكال حدوداً دولية معترفاً بها في الأمم المتحدة إنما هو معرف عنه بخط فصل، ولا يخل بأي اتفاقات حدودية مستقبلاً بين لبنان و “الدولة المصطنعة إسرائيل “) .

*وأعتقد أن هذا السناريو متوسط الترجيح حاليا بسبب الإنحياز وغض الطرف الأمريكي لصالح العدو.*

*السيناريو الثاني:*

الانسحاب من المناطق التي إحتلها الجيش العدو الاسرائيلي مع البقاء في بعض النقاط الحساسة (عوارض حساسة كاشفة لمناطق جنوب الليطاني وهي تتراوح بين ٣ و٥ عوارض تمتد من الناقورة الى تلة المحامص، والتي باشر العدو في بناء مواقع ثابتة فيها، بمزاعم واهية مثل أن الجيش اللبناني لم ينفذ أجزاء من الإتفاق) والتي يعتبرها الجيش العدو الاسرائيلي استراتيجية لاحتياجات امنية كما اطلق عليها حيث انه يستفيد منها من جهتين:

*١- حماية ودفاع متقدم عن مستوطناته مستقبلاً.*

*٢-رصد ومراقبة وتجسس تقني إلكتروني لمنطقة جنوب نهر الليطاني مما يسهل أي عملية مستقبلية في المنطقة.*

*وأعتقد أن هذا الترجيح الأكثر والأعلى ترجيحاً في الوقت الحالي*

*السيناريو الثالث:*

إنهيار إتفاق وقف إطلاق النار والأعمال العدائية والعودة إلى القتال بين العدو من جهة، والجيش اللبناني والمقاومة من جهة ثانية، *وأعتقد أن هذا السناريو ضعيف الترجيح في الوقت الحالي.*

*بالتقدير ومن خلال المتابعة والإستنتاج والتحليل من المرجح أن يلجأ العدو الى السناريو الثاني والذي إن أقدم عليه سيضع كلاً من الدولة والجيش اللبناني أمام تحمل مسؤولياتهما أمام أهل الجنوب في تحرير الأرض التي كانت المقاومة وبالتنسيق مع الجيش اللبناني قد حررتها سابقاً عبر المعادلة الذهبية “جيش شعب مقاومة”، وبالتالي سنرى عودة إلى العمل المقاوم عبر نفس المعادلة الذهبية مترافقاً مع الجهد الديبلوماسي الأممي من الدولة اللبنانية من جهة، ومن جهة أخرى سيضع جيش العدو أمام الرأي العام الدولي والأممي كقوة احتلال معادية، وفي كلتا الحالتين سيكون للدولة والشعب اللبناني (أهل الجنوب والغيارى الوطنيين) حق اللجؤ إلى كافة الأساليب لمقاومة الاحتلال بحسب شرعة الأمم المتحدة والمواثيق الدولية وإتفاق الطائف، وعليه ستعود المعادلة الذهبية “جيش شعب مقاومة” الى التفعيل شاء من شاء وأبى من أبى في الداخل قبل الخارج مترافقةً هذه المرة مع تأييد شعبي عابراً للطوائف بإستثناء خُدام وأذناب العدو والحاقدين.*

*وبناءً على ما تقدم يمكن القول أن قبل يوم الأحد ٢٠٢٥/١/٢٦ ليس كما بعده، وأن المأزق اللبناني الذي وضع العدو نفسه به متمثلاً بقيادته الرعناء (نتنياهو) ليس له حلاً إلا أن يخرج من الجنوب مدحوراً مهزوماً، وأن القيادة السياسية الحالية للعدو أمست تشكل عبئاً على العهد الجديد الأمريكي وطموحاته، التي تتطلع الى خفض النزاع في منطقة غرب آسيا والسير في إستكمال الاتفاقات الإبراهيمية بحسب منظورها ورؤيتها للسلام في المنطقة، وأولوية إنهاء الصراع الروسي الأوكراني من جهة، والتي تتعارض مع الدور السعودي المتفق عليه مع الأمريكي في لبنان وسوريا والمنطقة من جهة ثانية. من منطلق رؤية ترامب في شعاره “أمريكا أولاً” بحيث يضع المصالح الإستراتيجية الأمريكية أولوية الأولويات من خروجه من إتفاقية باريس للمناخ الى تسمية خليج أمريكا بدل خليج المكسيك مع ما يندرج تحت الاسم من مفاعيل واستعادة قناة بنما من الهيمنة الصينية “بحسب زعمه” وصولاً الى إنهاء الصراع الروسي الأوكراني مترافقاً مع وقف أو تقليص الدعم الأمريكي لها، ونزاعه الاقتصادي مع الصين وأوروبا وكندا والمكسيك.*

*هذه الأولويات التي تجعل من تعنت نتنياهو عبئاً على إدارة ترامب*

*وآخيراً للتحليل بقية والقادم أجمل وكما قالها شهيدنا الأممي الأقدس سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه “قطعاً سننتصر” والله غالب أمره.*

MNews