
سوريا بين سندان اردوغان ومطرقة ترامب
كَتَبَ إسماعيل النجار
سوريا بين سندان أردوغان ومِطرَقَة ترامب وسياديو لبنان فئران تجارب في مختبرات السياسة الأميركية في لبنان،
*تعيش منطقة بلاد الشام مخاضاً سيلسياً وعسكرياً عسيراً وصعباً إذ تسعى القابلة الصهيوأميركية الغير قانونية إلى إستيلاد دويلاتٍ على غِرار البحرين ورام الله كالنعجة دولِّي المستنسخة لا يُحلَبُ ضِرعها ولا يؤكَلُ لحمها المهم أن تكون ضعيفه متناحرة ووجودها يصُب في مصلحة الأمن القومي الصهيوني وتحفظ المصالح الأميركية بإمتياز،
ملك البندورة في الأردن ينتظر دورهُ على باب المسلخ بوجههِ الأصفر يرمُش بعينيه حيث الرعب يسيطر عليه ولا يتجرَّأ رفع الصوت بوجه ولي عرشه دونالد ترامب،
والرئيس السيسي المُحرَج داخلياً والمأمور خارجياً يتخبطُ في رمال سيناء وعلى حدود الخارطة الجديدة لدولة إسرائيل الكُبرَىَ،
بينما السويداء جنوب سوريا حَسَمَت أمرها وحَزَمَت حقائبها للسفر نحو الدويلة اللقيطة على غرار كردستان وضَمَنت حماية الكيان الصهيوني بكل إمتنان،
أمَّا دمشق تتَلَوَّىَ بين أوامر أنقرة وإملاءآت واشنطن،
وروسيا حَرَّكَت أذنابها في مدينة درعا وبصرى الشام تحت عنوان سوريا للبيع وليست للتقسيم!
حرارة الصفيح العلوي ترتفع يوماً بعد يوم وقُرى الساحل السوري تتمَرَّد على حكم الجولاني نتيجة الجرائم التي يرتكبها إرهابيوه بحق أبناء الطائفة العلوية التي يُذبح ويُخطَف أبناؤها كل يوم وفي كل مكان، في الوقت الذي تتنادى فعاليات حزبية ووطنية سوريا وعشائرية للإجتماع لوضع أُسُس متينة لدولة مدنية تحتضن الجميع، حصل لقاء يتيم أمس الأول كانت الكلمة العليا فيه للعشائر العربية بزعامة أمين عام حزب الشعب السوري الشيخ نواف عبدالعزيز طراد الملحم،
الجولاني الذي نَصَّبَ نفسه رئيساً مؤقتاً لسوريا مشغول بركوب الخيول العربية الأصيلة التي سرقها من إسطبلات آل الأسد غير آبهٍ لعشرات الآف المتقاعدين الذين أوقُفَت رواتبهم ولا الشهداء والجرحى في مؤسسة الجيش، وغير آبهٍ بعشرات ألوف الموظفين الذين طُرِدوا من وظائفهم على أساسٍ طائفي، في الوقت الذي يعيش فيه أغلبية الشعب السوري تحت خط الفقر، فالجميع يتسائَل إلى أين ذاهبة سوريا ويعلمون أن التقسيم واقع لا محالة فإبن الحسكة الذي يعيش في دمشق يتساءَل إلى أي دويلَة سأنتمي؟ وإبن الجزيرة كذلك وإبن دير الزور أيضاً جميعهم يعيشون في دمشق منذ عشرات السنين وأصبح مستقبل هويتهم وجذورهم في مَهَب الريح، فَ الآمال ضاعت في سوريا وخَيَّم الظلام على كافة الأنفاق التي أدخلتهم فيها روسيا وأميركا،
كما تعلمون ليس من السهل تغيير هوية المواطن السوري وخصوصاً أن التقسيم سيتركُ آثاراً سلبية على الوضع الإجتماعي الداخلي لأنه سيمزق العشائر العربية التي يجب أن تكون لها الكلمة الفصل في نهاية المطاف، فهل ستتحرك العشائر لطرد الجولاني وتحرير سوريا وكسر المشروع الصهيوأميركي لتقسيم البلاد؟
نتمنى ذلك لأن الأمل الوحيد يبقى بهؤلاء،
طهران بعد سقوط النظام السابق تقف على رأس التَل وتراقب ببرودة أعصاب نضوج موسم الإنقلاب القادم وتتحضَّر لكي يكون لها دور كبير في معركة تحرير سوريا من الإرهاب الأميركي التركي الصهيوني، وبدبلوماسيتها الهادئة صافحت أردوغان على حدود بلديهم بِيَد، وتلاطمَت معه على الأراضي السورية بيدها الأخرىَ،
وكذلك تحالفت مع روسيا في أوكرانيا وتنازعت معها النفوذ في سوريا وخسرَت طهران مقابل موسكو واحد/ صفر لصالح الدب الروسي وانتهت بخروجها من دمشق نهائياً مع دخول الجولاني إلى عاصمة الياسمين، فشريان الوريد الذي تغذي بهِ طهران حزب الله عبر سوريا إنقطع، بينما تسير بحذر في العراق بين التيار الصدري والفصائل المجاهدة والنفوذ الأميركي،
مع كل ذلك هي تراقب بعين الصقر كافة التحولات وبهدوء أعصاب معهود لها بدبلوماسيتها الناعمة،
أما في بيروت دونالد ترامب يُسَعِر النار بين الجيش والمقاومة ويضع حلفائهُ في العهد الجديد في موقفٍ حَرِج ويحشرهم في زاوية صغيرة من خلال إنذار الجيش بوجوب تجريد سلاح المقاومة خلال فترة شهر وتفجير الأسلحة التي يصادرها!، وهذا الأمر صعب جداً على الجيش وبالغ الخطورة، فالجيش اللبناني يتشكل من كل مكونات وأطياف البلاد ويشكل الشيعه فيه ما يقارب أل ٤٠٪ من عديد ضباطه وأفراده، لذلك يستحيل على الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها الإصطدام معهم، ومع إختلاف الظروف فأن الجيش عاجز عن التعاطي مع هذه الطائفة بعقلية جيش أمين الجمَيِّل سنة ١٩٨٣،لأن حزب الله وحركة أمل يستطيعون وبكل بساطة جَر الجيش إلى ٦ شباط ١٩٨٤،
من هنا نقول أن لغة التَعَقُل بإتخاذ القرارات يجب أن تكون سيدة الموقف ويجب عدم الإنسياق خلف الإملاءآت الأميركية بصورة عمياء، والحوار يجب أن يكون الحل الوحيد وخصوصاً أن الثنائي الوطني الشيعي اليوم عبارة عن أسود جارحَة جريحة تنزف وجراحها لا زالت مفتوحة ولم تندمل؟ فالسير خلف تنفيذ الإملاءآت الصهيوأميركية سيُحَوِّل لبنان إلى كرة نار قد تحرق الجميع بِمَن فيهم مصالح
ووجود أميركا وبريطانيا وفرنسا،
إسرائيل اليوم لا تهتم لحرق لبنان ولا سوريا ولا أي بلد عربي المهم أن لا يبقى عرب ولا سيادة وطنية لأي دولة ولا أي طرف قد يُشَكِل على أمنها القومي أي تهديد،
بكل الأحوال الكرة بملعب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وعلى الحاكم أن يكون عاقل فيحكُم وإلَّا فَل يستقيل ولتُجرَىَ إنتخابات نيابية مبكرَة لتتبين أحجام الجميع وإلَّا فعلى لبنان السلام،
بيروت في،،
26/2/2025
