
زحف نحو القرى المحتلة
غرد الكاتب والمحلل السياسي يحيى دايخ
منذ ساعات الفجر الأولى وما قبلها تزحف جموع أهالي القرى الحدودية المحتلة العزل بإتجاه بلداتهم وقراهم ليطهروها من رجس الاحتلال ، في مشهدية تذكرنا بالزحف الشعبي المقدس يوم التحرير من العام ٢٠٠٠، مما يضع صناع القرار السياسي اللبناني إبتداءً من أعلى الهرم رئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة مروراً برئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس الوزراء المكلف وقيادة الجيش وباقي الوزراء والأجهزة الأمنية والمعنيين ليس فقط بتسهيل مرور الأهالي وإنما بمؤازتهم وحمايتهم والدفاع عنهم ضد إجراءات العدو المجرم .
اليوم هو الإمتحان الفاصل للمنظومة السياسية والعسكرية والامنية اللبنانية في إثبات وطنيتها لأهلها وشعبها الجنوبي.
اليوم يجب على هذه المنظومة أن تثبت لأهلها جدارتها في إثبات سياستها وواجباتها أمام شعبها وأهلها.
اليوم الكرة الوطنية بيد هذه المنظومة إما النجاح المشع والساطع أو السقوط المدوي.
اليوم يجب أن تسقط كل الاعتبارات الخارجية الضاغطة، مقابل أولوية حماية الوطن والشعب والدفاع عنهم أمام الغطرسة الصهيونية.
اليوم لا شيئ يجب أن يعلو على الواجب الوطني وخاصةً أن رئيس الجمهورية لم يبرد جسده من البزة العسكرية بعد وهو الموجه الأساسي والضامن والحافظ للعقيدة العسكرية للجيش اللبناني.
اليوم يوم الإختيار بين وقفة العز والكرامة والشرف وترجمة شعار “شرف تضحية وفاء”، أو السكون والركون والتبعية والمصالح الشخصية.
اليوم ليس كباقي الأيام، يجب أن تُكتب معادلة “جيش شعب مقاومة” بأحرف من نور.
اليوم كل الشعب اللبناني بمكوناته الوطنية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، بإستثناء ذيول وأذناب وصيصان السفارات ولُعاق قمامتها من عملاء الداخل، يقف ليرى ترجمة المواقف السيادية لأركان الحكم وركائزه أمام ما يسطره الجنوبيين من ملاحم بطولية باللحم العاري أمام آلة العدو الصهيونازية.
*وغداً سيكتب التاريخ وسيخالد الشرفاء وأبنائهم من أهل الجنوب والوطنيين اللبنانيين من وقف معهم وبجانبهم ومن تركهم وتخلى عنهم.*
