Cancel Preloader

“تويتر” تواجه نتائج سيئة فقط إن مضى ماسك بشرائها

Loading

دعا جاك دورسي، المؤسس المشارك في “تويتر”، رئيس “تسلا” التنفيذي إيلون ماسك ليتحدث إلى موظفي الشركة خلال رحلة جماعية إلى أحد المنتجعات في مطلع 2020 ومازحه بسؤال: “لو كنت تدير (تويتر) ماذا كنت ستفعل؟ بالمناسبة، هل ترغب بإدارتها؟” ضحك الموظفون.

ماسك، الذي لم يكن آنذاك أغنى رجل في العالم ولا أكبر مشكلات “تويتر”، أخذ سؤال دورسي على محمل الجد، فأجاب: “أعتقد أنه سيكون مفيداً التفريق بين الحسابات الحقيقية” وتلك المزيفة. كان وجهه يتصدر عدة شاشات عملاقة داخل مركز مؤتمرات هيوستن وأنصت له أكثر من أربعة آلاف من موظفي “تويتر” وهو يشير تحديداً لمحاولات “شبكة البوتات” و”متعمدي التعليق المسيء” استغلال شبكة التواصل الاجتماعي، متسائلاً: “ما هو الرأي العام الحقيقي وما هو المزيف؟”

معركة بشعة

باتت أفكار ماسك حول ما يعانيه موقع “تويتر” بعد مرور عامين ونصف أكثر من مجرد فضول. لقد أثار عرضه في أبريل لشراء الشركة مقابل 44 مليار دولار، والمعركة البشعة التي تلت محاولته الانسلال من الصفقة، ذهول عالم الأعمال لأشهر. كما تقرر بدء دعوى قضائية في 17 أكتوبر لتحديد ما إذا كان بإمكان “تويتر” إجبار ماسك على الالتزام بشروط الاستحواذ. لكن ماسك تراجع في آخر لحظة، قائلاً إنه سيشتري الشركة بالسعر الأصلي بعد كل ما كان، فأمهل القاضي طرفي النزاع حتى 28 أكتوبر للنظر في تفاصيل الصفقة قبل المضي قدماً في المحاكمة.

إيلون ماسك يقترح المضي قدماً في شراء “تويتر” بسعر العرض الأصلي

إن تمّت الصفقة، فسيشتري ماسك “تويتر” بسعر 54.20 دولار أمريكي للسهم الواحد، وسيتمتع بالسيطرة الكاملة على الشركة. لا بد أن يضع ذلك الجميع ببعض الأوقات المحرجة، فقد دمّر ماسك صورة إدارة “تويتر” العليا علناً، وجافى موظفيها الذين يتجاوز عددهم سبعة آلاف موظف، فيما زعم محامو “تويتر” أنه منافق ومخادع أضرّ بسمعة الشركة عمداً حين ندم على عرض الشراء. يسهل تفهم رغبة ماسك في الانسحاب من الصفقة من الناحية المالية لكونه قدّم عرضه حين كانت سوق الأوراق المالية بحال أفضل بكثير، ولأنه سيرث شركة ذات أداء ضعيف وفقاً لمعايير “وول ستريت”.

خصوصية “تويتر”

غير أن تحوّلات “تويتر” الدرامية دائماً ما ارتبطت بأكثر من مجرد أرقام، وذلك نظراً لدورها في الحياة السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، قال ماسك إن الشركة أعاقت حرية التعبير على نحو غير لائق، متعهداً بتخفيف إرشادات محتوى “تويتر” والسماح للرئيس السابق دونالد ترمب بالعودة إلى منصة التواصل الاجتماعي ورفع الحظر المفروض عليه بسبب التحريض على العنف خلال هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول الأميركي. احتفى اليمين السياسي في الولايات المتحدة بموقف ماسك، لأسباب ليس أقلها أنه يثير حنق الليبراليين. رغم أن أكثر مؤيدي شبكة التواصل المتحمسين يصفونها بمشهد من جحيم سام، إلا أن منتقدي ماسك يخشون أن تؤدي خططه للحد من الرقابة على المحتوى لجعل “تويتر” أسوأ بطرق سيتردد صداها لأبعد من حدود الشركة نفسها.إذا انهارت المفاوضات مرة أخرى بطريقة ما، ثم أقنع ماسك القاضي بالسماح له بالانسحاب من الصفقة، فقد ينهار سعر سهم “تويتر”، الذي كان رهان المستثمرين على إتمام عملية الاستحواذ بقيمتها المعلنة قد ساعد على استقراره. سيدمر ذلك قيمة الشركة السوقية التي تُقدّر بمليارات الدولارات، وستعود إلى حيث كانت في وقت مبكر من هذا العام كشبكة اجتماعية بارزة لم تكتسب يوماً القدرة على الكسب التجاري الفائق عالمياً، الذي تحظى به شبكات منافسة مثل “فيسبوك” و”يوتيوب”.

ما جرّه ماسك على “تويتر” لن ينفع أحدا

ما من نتائج جيدة لعلاقة “تويتر” بإيلون ماسك. لقد كان سوء العلاقات يلوح في الأفق بالفعل حين خاطب موظفي “تويتر” في 16 يونيو، بعد شهرين تقريباً من توصّله إلى اتفاق لشراء الشركة للمرة الأولى. غالباً ما يجني موظفو الشركة أموالاً أقل من أقرانهم في غيرها من شركات التقنية الكبرى، لكن كثيرين منهم يؤمنون حقاً بفكرة أن الشبكة الاجتماعية تلعب دوراً أكثر حيوية في العالم من “ميتا” أو “ألفابيت” مثلاً. لكنهم يعترضون، ليس فقط على آراء ماسك بشأن الرقابة على المحتوى، ولكن أيضاً على دعمه الشخصي للسياسيين اليمينيين. كما أحبطتهم ادعاءات تحرشه جنسياً بمضيفة طيران تعمل لدى شركة “سبيس إكس” (SpaceX)، وهو ما نفاه رئيس “تسلا” التنفيذي. يبدو أن ماسك لم يقنع المتشككين خلال الاجتماع، حيث ألمح إلى نهاية العمل عن بُعد وإمكانية تسريح الموظفين، ما دفع بعضهم للسخرية من رئيسهم العتيد عبر منصة “سلاك” (Slack) خلال الاجتماع وقد نشر “مشروع فيريتاس” (Project Veritas)، وهو مجموعة يمينية متطرفة ناشطة، عدداً من تلك التعليقات. فيما يلي بعض الأمثلة:

“أخبرتموني جميعاً أن هذا الرجل عبقري”.

“لماذا أشعر أنه لم يكن مستعداً لهذا الاجتماع؟”.

“هل الوقت مبكر جداً لتناول مشروب؟”.

MNews