
تتغير الوجوه لكن المعادلة باقية
د.بتول عرندس
ما بين ٦ شباط ١٩٨٤ و٦ شباط ٢٠٢٥، لا شيء تغيّر سوى الوجوه، أما المعادلة فباقية
نبيه بري هو الخط الفاصل بين الانتصار والانكسار، بين لبنان الذي يُقاوم ولبنان الذي يُساوم.
هو صلة الوصل بين البارحة والغد، بين الذين رفعوا السلاح دفاعًا عن الأرض، والذين يريدون أن يجعلوا الأرض مقعدًا شاغرًا في لعبة الأمم. هو الحلقة التي تربط الجنوب بنبض بيروت، والمقاومة بكرامة الدولة، والتاريخ بمستقبلٍ لا يُكتب إلا بيد الرجال.
٦ شباط ليس يومًا في الروزنامة، بل توقيعٌ بالحبر المقاوم على جدار الوطن. في ١٩٨٤، كان القرار مدويًا: لا مكان لهيمنةٍ أجنبية على بيروت، لا مكان لعاصمةٍ بلا روح الجنوب. وفي ٢٠٢٥، القرار هو ذاته: لا حكومة بلا رجال المقاومة، لا طاولة بلا صوت الجنوب، لا وطن بلا قضية.
نبيه بري لا ينسحب، بل يُعيد تعريف المكان. يخرج حين يصير الوطن كومة ورقٍ في جيوب المتردّدين، لكنه يبقى حيث يكون المجد، حيث يكون النبض، حيث يكون الوطن الذي لا يخضع.
