إسرائيل على حافة السقوط
إسماعيل النجار
تناطح الحمار والفيل في الولايات المتحدة الأميركية سقطَ الحمار أرضاً وانتصر الفيل فارتفع التصفيق في تل أبيب وأغلبية العواصم التي تُسَمي نفسها دويلات الإعتدال العربي(التطبيع).
نتنياهو كانَ أول المتصلين بالرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهنئاً إياه بالفوز ومناقشاً معه الرد الإيراني المُرتَقَب، فرحة عارمة غمرت رئيس الوزراء الصهيوني وأخذته النشوة بهذا الفوز الذي كان ينتظرهُ.
لذلك كانَ أول شخصية سياسية تتصل لتبارك لترامب في الوقت الذي أعلنت قيادات كبيرة في محور المقاومة أنه لا يوجد أي فارق بين هاتين الفردتين لحذاء الدولة العميقه والشركات الأميركية الكبرىَ، وأن المعركة مع هذا العدو مستمرة مهما بلغت التضحيات.
ترامب بخلفيته المالية والتجارية معروف عنه رجل مساومة وليس رجل افتعال حروب وهَمَهُ الاوحد بقاء إسرائيل وسلب دول الخليج ما يحتوون من ثروات لذلك أكثر مَن يجب أن يقلق هو دوَل النفط والغاز وليس محور المقاومة.
دونالد ترامب تعهدَ بإيقاف الحرب ووقع وثيقة شرف مع العرب الأميركيين؟ كيف سيكون شكل السلام الذي يريده الرئيس الجديد لآميركا وأي سلام سيفرض في المنطقة هل سيكون سلام (الشجعان) الذي وقعه ياسر عرفات؟ أم سيكون سلام الإستسلام الذي وقعهُ أنور السادات؟
أم سيقِر ويعترف رجل ال play boy بهزيمة ربيبتهم وعجزها عن تحقيق ردع أو إنجاز في مقابل حزب الله وبناءً عليه سيفرض على نتنياهو وقفاً لإطلاق النار على الجبهتين غزة ولبنان؟
نحنُ معنيين بوقف إطلاق نار في لبنان لكن بشروط المقاومة وغير معنيين بأي ورقة أميركية وكل تهديدات واشنطن لن تُغيِّر في الأمر شيء.
إن أي وقف لإطلاق النار بغير شروط المقاومة الإسلامية وشروط حماس سيُبقي المنطقة على كف عفريت، لذلك نتوقع من دونالد ترامب الضغط على نتنياهو لوقف إطلاق النار وإنزال المنطقة عن كف العفريت، وخصوصاً أن ترامب يعرف أن نتنياهو أصبح خشبة محروقة غير صالحة للإستعمال مرة أخرى وللأبد.
دُوَل التطبيع العربية حضَرَت نفسها لدفع الجزية مجدداً وكيف لا وأبو “إيفانكا” قادمٌ على بساط الريح إلى الرياض وأبو ظبي وقطر لكي يقول لهم إدفعوا لإسرائيل وعوضوا عليها خسارتها وتكفلوا بإعادة الإعمار.
لكن هناك سؤال كبير يطرح نفسه، ماذا بعد وقف إطلاق النار مع العدو الصهيوني كيف سيتعامل حزب الله مع الداخل اللبناني وتحديداً حزب القوات بعد كل مواقفه العدائية للمقاومة؟
فهل مستعد أن يتسامح الحزب معهم ويخسر بيئته؟ الجواب بعد أسابيع، إسرائيل سقطت
