بدنا الناس ينتخبونا لنخدمهم ، مش بدنا نخدمهم لينتخبونا
نصرالله : “بدنا الناس ينتخبونا لنخدمهم ، مش بدنا نخدمهم لينتخبونا”
ريم عبيد
ما تقدم في عنوان المقال ، هو محاولة للربط بين هذا الموقف لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ،وكلام الامام الحسين (ع) حين خيم ليل العاشر من المحرم ، فجمع أصحابه ووقف فيهم خطيبا وقال لهم :”أَنْتُمْ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِي لَيْسَتْ لِي فِي أَعْنَاقِكُمْ بَيْعَةٌ وَ لَا لِي عَلَيْكُمْ ذِمَّةٌ وَ هَذَا اللَّيْلُ قَدْ غَشِيَكُمْ فَاتَّخِذُوهُ جَمَلًا وَ تَفَرَّقُوا فِي سَوَادِه).
لم يجبر الامام الحسين أحدا على القتال والموت الى حانبه ، بل كان خيارهم دون أي ضغوط.
المشهد يتكرر اليوم ، وليس في الأمر شك أبدا. وفي وقت يطلب فيه العالم كله رأس حزب الله ، معارك تخاض من أجل منع هذا التنظيم الانساني قبل اي اعتبار آخر ، أن يقوم بواجبه تجاه أهله ووطنه في حماية حدوده ، سواء من قلب لبنان او من جواره ،كما حصل في سوريا .
ولئلا يجبر أحدا على تقديم البيعة له غير راغب ،او غير مقدر لما قدمه من دماء ،فهو يقول له اليوم، انت في حل من أمرك ،اذا كان بقاؤك مشروطا بتقديم الخدمات دون اعتبار التضحيات ، واذا لم تكن معنا قلبا وقالبا وعقيدة ،ونحن لن نتركك، فاذهب اليوم لم نلومك وانت في حل من أمرك .
وعند عبارة نصرالله الوقوف ضروري لعدة أسباب :
أولها تذكير اللبنانيين لأنهم المعنيين على اعتبار انهم من يقدمون أصواتهم في الانتخابات ،وليتذكر العالم الذي يرى ويسمع ويحاصر ويحيك المؤامرات ،
أن المقاومة ممثلة بحزب الله قدمت شهداء بالآلاف في سبيل الدفاع عن “أشرف الناس وأعز الناس وأطهر الناس” ،حزب الله وقف على الحدود ورابط وحمل المسؤولية كاملة في وقت تخلت فيه الدولة عن مسؤولياتها ، ولكي لا نتهم بشكل مباشر يمكن القول أنها قصرت في تأمين وتسليح جيش قادر على الوقوف بوجه العدو الاسرائيلي .
وجود هذا التنظيم وامتلاكه للسلاح وللقوة ، شكل لكل ممانع في لبنان قوة نابعة من داخله ،تمنع أي أحد أن يتجرأ عليه حتى بكلمة ،فكيف بفحص انتماء ،وطلب للهويات على الحواجز ،وهنا نستذكر بغصة حقبة سوداء مرت على لبنان كان قائدها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع،فلا يجب أن ينسى أحد من اللبنانيين أنه وما بين العامين 1975 و1990 مر لبنان بحرب أهلية طاحنة، لم تبق جريمة موصوفة إلاّ وارتُكبت فيها: الذّبح على الهوية، الخطف والتعذيب، التّهجير، اقتحام المدن والبلدات والأحياء وما خلّفته من قتلٍ وتدمير، والكل يعلم من كان يقف وراءها..
وما يمنع تكرار المشهد اليوم ويحصن المواطن من اي عدو داخلي هو وجود حزب الله .
أمين عامه اليوم ، وانطلاقا مما تقدم ، وهو غيض من فيض ما فعله التنظيم للحفاظ على أمن وأمان اللبنانيين ، يقول اذا كان انتخابنا مشروطا وانتم تعرفون تاريخنا ، فاذهبوا لا نريدكم ، ولا حرج عليكم ، ولا أسف عليكم ..
ومن يقف اليوم ليقول أنه وبسبب حزب الله ، يعيش لبنان أزمة معيشية خانقة ،نقول له : الجميع بات يعلم -نعم البعض ينكر ولكنه يعلم – أن أزمة لبنان مفتعلة تقودها أميركا ،وهدفها الأول والأخير تأليب الرأي العام على حزب الله حصرا.
والكل كان يتابع أن الحزب لم يقف مكتوف الأيدي في هذه الأزمة ،وحاول مرارا وتكرارا تقديم المساعدة من أصدقائه ومن موارده المالية الخاصة ومن مؤسساته ، الا أن تردد السلطة الحاكمة وولاءاتها ورعبها من اميركا ، حال دون قبولها للهبات ، ومنعها من الموافقة على العروض التي كانت كفيلة بانقاذ لبنان ،واللبنانيين مما هم فيه .
واليوم هي دعوة من الأمين للبنانيين وعلى الجميع أن يفهمها بشكل جيد ، اذا كان ثمة شك في أن حزب الله هو الضمانة الوحيدة ، وهي الجهة الوحيدة الحريصة على حقوق المواطنين ،والجهة الوحيدة التي تعد وتفي بالوعود، وهي الجهة التي لا تساير ولا تهادن ولا تتآمر على الوطن، اذا فليتنح المشككون ..
لبنان في مرحلة حساسة جدا ، والغربلة قائمة ، فمن يملك الثقة فليسلم ..ولن يندم.
