النووي الايراني ..مجدداً
د.نزيه منصور
تناقلت وسائل الإعلام على اختلاف مشاربها خبراً مفاده: عودة الحرارة إلى الملف النووي الإيراني، من خلال تواصل حكومة بزشكيان مع عواصم الأربعة زائد واحد، وقد ترافق ذلك مع أنباء عن تواصل أميركي- إيراني من خلال مسقط وبغداد، دون تأكيد أو نفي ذلك من الحكومة الإيرانية….!
وهنا يحضرني المثل الفرنسي بقوله: لا ينسب لساكت قول، لكن السكوت في معرض الحاجة بيان. ويقابله المثل العربي المشهور بقوله: السكوت علامة الرضى…!
وبين هذا وذاك، يبقى الخبر اليقين عند طهران صاحبة القول الفصل، والتي تعتبر من أمهر المحاورين، وهي التي خبرت وعجنت مع الأميركي الذي لا يرتبط لا باتفاق ولا ميثاق، فهو يتعاطى مع الملفات بمعيار واحد ووحيد ألا وهو مصلحة أميركا فوق كل اعتبار، كما وتعد على رأس الانظمة البراغماتية عالمياً…..!
وعليه فالجمهورية الإسلامية منذ ١٩٧٩، ترفض الخضوع لإرادة الولايات المتحدة المهيمنة على العالم بمختلف الوسائل السياسية والعسكرية والمالية والقانونية، وقد استغلت ضغف الأنظمة والحكومات ونشرت قواعدها في البحار والمحيطات، وهيمنت على المنظمات الدولية وأولها مجلس الأمن ومؤسسة النقد الدولي والبنك الدولي وفرضت الدولار…!
تنطلق طهران من دستور إلهي المتمثل بالقرآن الكريم ومرضاة الله أولاً وأخيراً، وليس المصالح، وتقف إلى جانب الشعوب المستضعفة والمغلوب على أمرها غير عابئة بواشنطن وتهديداتها. كما أن الملف النووي لم يكن يوماً هماً لإيران، بل شكّل هماً على الكيان وذريعة لواشنطن ومحاولة ابتزاز واستنزاف لإيران. وهذا الأمر أصبح من الماضي، وقد حسم ذلك مؤخراً سماحة السيد القائد حفظه الله بالقول: لا تعلقوا الآمال على العدو…!
بناءً على ما تقدم تنهض تساؤلات عديدة منها:
١- من بحاجة لإقفال هذا الملف طهران أم واشنطن؟
٢- لمصلحة من كان وقف التنفيذ وتعليق الاتفاق حيث تضاعفت نسبة التخصيب؟
٣- هل للانتخابات الأميركية دور في تحريك الملف وإعادته إلى الواجهة لمصلحة الحزب الديمقراطي؟
٤- هل تحريك الملف النووي محاولة للحد من الرد الإيراني على اغتيال هنية؟
