Cancel Preloader

المفاهيم العسكرية والسياسية: دعوا كل تخصص لأهله

Loading

المفاهيم السياسية والعسكرية وأهل الإختصاص

الكاتب والمحلل السياسي يحيى دايخ

يطل علينا بعض السياسيين “المحنكين” بتأويل وتفسير بعض المفاهيم والتكتيكات والإستراتيجيات الحربية مثل:

١ – حزب هو من جلب الحرب الى لبنان. ألم يقرأ عن مفهوم يدعى الأعمال الحربية الإستباقية والتي تقوم على إفشال مخططات العدو للقيام بأعمال عدائية عبر تنفيذ عمل إستباقي يُفقد العدو عنصر المفاجأة وتحقيق هدفه الذي كان مخطط له. (وقد فضحت وسائل الإعلام العربية والغربية والإسرائيلية مخططات العدو وأطماعه في لبنان حتى ما قبل وجودك ووجود حزب الله).

٢ – ألا يعلم هذا السياسي أن في إستراتيجيات الحرب هناك مفهوم يطلق عليه “بالردع والردع المقابل” كما الحرب الباردة كان الردع النووي هو المسيطر، ولكن عند وقوع أي حرب بين طرفي النزاع يسقط تلقائياً هذا المفهوم ويصبح للميدان إعتبارات أخرى يتحقق من خلالها موازين ومعايير تنتج مفاهيم اخرى من الردع والردع المقابل تخرج الى الحيز التنفيذ على شكل تفاهمات ومواثيق جديدة، (والتاريخ الحديث والقديم ذاخر بمثل تلك الأمثال).

٣ – لا أعتقد أنه غافل أو يخفى عليه أن مفهوم “وحدة الساحات” قام أمام مفهوم الحماية والأمن والدفاع الأمريكي والغربي عن الكيان المؤقت، وبالتالي أن مفهوم وحدت الساحات قلص الى حدٍ ما السطوة الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة، وجعل أمريكا تفكر جدياً بالخوف على مصالحها وإسرائيل بالتفكير ملياً قبل القيام بأي عمل عدواني كبير الى أن وقعت الحرب، وبالتالي يخضع مفهوم وحدة الساحات الى نفس المعايير التي يخضع لها مفهوم الردع والردع المقابل (كذلك يوجد أمثلة كثيرة يمكن البحث عنها).

٤ – لا أستطيع أن أفسر او أتخيل جهله عبر المقارنة لمفهوم القدرة والوسائل والإمكانات وووو بين دولة الكيان المدعومة بكل ما وصل اليه العقل البشري من وسائل وامكانات وقدرات الكترونية وتجسسية وتقنية وتدميرية ووووو، وبين قدرات وإمكانات لمقاومة شعبية تحاول تحرير أرضها والحفاظ على كرامة أهلها. نعم الحجم التدميري الارهابي النازي والفاشي سيكون أكبر على يد الكيان ولكن العبرة بالنهايات ومنع المقاومة له من تحقيق أهدافه.*

٥ – وعن فقدان الحزب لمشروعيته في لبنان يخطر في بالي سؤال: متى كان كل سياسي لبنان او فئات مجتمعاته مع المقاومة؟ في حسبة بسيطة لننظر إلى اصوات المقترعين النيابية، سنجد أن أقل نائب في حزب الله حصل على أصوات من بيئة المقاومة أكثر مما حصل عليه بعض رؤساء كتل نيابية في بيئتهم دون أن نتكلم بالتحالفات فهل هذا ليس كافياً لمشروعية المقاومة.*

سعادة السياسي العزيز إن كان لديك مآخذ على المقاومة وهذا حقك وهو مفهوم ولا احد يستطيع معارضتك في ذلك لانه حق، ولكن هذا ليس وقتها، فقط كي لا يفهم من مواقفك بالتماهي مع أفكار العدو وأذنابه بالداخل وخطكم ونهجكم مشهود له بالمواقف المساندة الوطنية، أو أن يفهم لأهداف شخصية كإنتخابية تعبوية.

وعليه يجب علينا ترك الحديث والتفسيرات لأهل الإختصاص دائماً، فالسياسي الذي يتكلم بالسياسة دون الخوض بالمفاهيم والتكتيكات والاستراتيجيات العسكرية فليتركها لاهلها، وكذلك العسكري عليه أن يترك السياسة لأهلها وكلٍ بإختصاصه.

وأخيرا أدعوكم وأدعوا كل سياسي لبنان وطنيين بعدم الخوض بالخطابات والمفردات والتفسيرات الشعبوية في الوقت الراهن وأن يتحدد المعايير والموازين المحسوبة في خطاباتنا ومؤتمراتنا وأن ترص الصفوف لحين إنتهاء الحرب، ومن لديه نقاط خلافية مع المقاومة عندها لكل حادث حديث.

MNews