الكيان والأزمة الوجودية
بعد مرور ٣٨٥ يوم على السابع من أكتوبر، أقام العدو مأتماً خطابياً تكلم فيه كل من رئيس حكومته ووزير حربه، أقرّا بالأزمة الوجودية، فاعترف الأول وبالفم الملآن بما يلي:
١- تلقينا ضربة قوية ولكننا لم ننكسر
٢- إسرائيل في حرب وجودية صعبة وندفع فيها أثماناً مؤلمة
٣- الحرب فُرضت علينا ونرد بحرب وجودية
أما الثاني غالانت قال:
١- ليس كل هدف يمكن تحقيقه بعملية عسكرية
٢- يجب أن نتوصل إلى تسويات مؤلمة وإعادة المخطوفين
أكد كل منهما الهزيمة ووصفها نتن ياهو بالضربة، وغالانت أعلن الفشل بتحرير المخطوفين لذلك لا بد من تسوية مؤلمة لإعادتهم….!
والأهم في هذه الاعترافات هو أن العدو يمر بأزمة وجودية رغم مرور ستة وسبعين سنة على وجود هذا الكيان، رغم التطبيع مع معظم الأنظمة العربية وعلى رأسها أم العرب (مصر)، ولم يكن أمامه أي خيار سوى الحرب، وهذه الحرب تحتاج إلى أثمان مؤلمة على المستوى المادي والعسكري والاجتماعي والاقتصادي، وتوصلا إلى نتيجة أنه لا يمكن تحقيق الأهداف عسكرياً ولا بد من العودة إلى تسويات تحفظ ماء الوجه…!
يتبين مما تقدم أن الغرور والزهو وفرض أمر واقع وتجاهل محور المقا.ومة بمجرد اغتيال القادة ولاسيما كل من الأمين العام لحز.ب الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حما.س من ثم الرئيس المنتخب السنوار، وأن المحور ووحدة الساحات قد تم شطبهما من المعادلة، وأن العدو أضحى سيد الميدان يفرض ما يشاء ويحقق الحلم الصهيوني بإقامة إسرائيل الكبرى، وإذ بالميدان يقلب السحر على الساحر، ومن هنا كان الاحتفال بمناسبة ذكرى السابع من أكتوبر إقراراً واعترافاً بالهزيمة والفشل والعودة إلى تسويات مؤلمة، ولذا نشطت الدبلوماسية الأميركية، وإذ بالرئيس المصري يصرح ويلمح إلى تسوية تطبخ وهي في المرحلة الأخيرة والتسريبات عن تنفيذ القرار ١٧٠١ بدأ يشق طريقه…!
وعليه تنهض تساؤلات عدة منها:
١- لماذا اعترف نتنياهو بالأزمة الوجودية؟
٢- هل السابع من أكتوبر هو بداية نهاية الكيان المؤقت بصرف النظر عن الخسائر المادية والبشرية؟
٣- هل يتفكك الكيان من الداخل مع انتهاء الحرب وتتفجر التناقضات؟
٤- هل تتوقف الحرب العدوانية على قطاع غزة ولبنان قبل الخامس من تشرين الثاني أم بعده؟
