العمليات الفلسطينية والأمن الصهيوني
حوار خاص لموقع أم نيوز مع الباحث والمحرر في الشؤون العبرية الأستاذ حسن حجازي حول تسارع وتيرة العمليات الفلسطينية.
حوار وتحقيق : بتول الحلاني
ادى تسارع وتيرة العمليات الفلسطينية في الايام الماضية الى رعب في جانب العدو، فوصف الاسرائيلي هذا المشهد الامني على انه الأشد قسوة وايلاما” منذ سنوات، وظهور هشاشه الأمن الاسرائيلي للعلن.
هل تفرض العمليات البطولية واقعا” سياسيا” وامنيا” جديدا” على اسرائيل؟
نعم من دون شك أن العمليات الفلسطينية التي هزت الأمن الصهيوني في الصميم، وتنقلت بين العديد من المدن الصهيونية، خلفت آثار على المستويات المختلفة، وأدخلت الإحتلال في دوامة من الخوف والهستيريا، وهي ناتجة عن نجاح المنفذين بالوصول الى أهدافهم، وتم ترتيب عملياتهم بشكل ناجح، والانتقال من عمليات فردية تعتمد الدهس او الطعن، الى استعمال الأسلحة النارية، واستهداف نقاط تحوي كثافة من المستوطنين، في عملية مخططة ومدروسة من قبل المنفذين، ولديهم كامل الجرأة والحرفية، هذه المسألة من دون شك ادت الى هزة كبيرة على المستوى الأمني داخل الكيان، والكشف عن عجز الأجهزة الأمنية الصهيونية عن توفير الحماية للمستوطنين ومنع العمليات والتصدي لها رغم ان هذا الكيان رفع الجهوزية اكثر من مرة وعزز انتشار القوات في أغلب المناطق.
هذه القضية تدل على افلاس الكيان على المستوى الامني وافلاسه على المستوى العسكري، وعجزه عن مواجهة الفلسطينيين أصحاب الإرادة الصلبة والتصميم الكبير على مواصلة المعركة والقتال في وجه الاحتلال من أجل الوصول الى اهدافهم وهي تحرير الارض، واخراج المحتلين الصهاينة من ارض فلسطين.
هذه القضية فرضت واقع جديد ومعقد بالنسبة للقيادة السياسية والقيادة العسكرية، والقيادة السياسية لا يمكن ان تغامر بأعمال عسكرية واسعة النطاق لأن هناك معادلات باتت تحكم واقع المواجهة في فلسطين، تمتد من قطاع غزة الى الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ الى كامل فلسطين المحتلة واي زيادة في التصعيد، يمكن أن نشهد ما يشبه سيف القدس ٢ وهذه القضية ستؤدي الى ادخال الاحتلال في مواجهة كبيرة جداً، وسيدفع ثمن كبير من خلالها، وبالتالي الاحتلال على المستوى السياسي مقيد بهذه المعادلات ويخشى الذهاب الى التصعيد الواسع، كما ان الجيش والقيادة العسكرية تعاني من نفس المشكلة، هناك عقم في الخيارات لدى الاحتلال، لا يستطيع الإحتلال إعادة احتلال مخيم جنين ولا الذهاب الى عملية مايسميه بالصورة الواقية رقم ٢ ولا الذهاب الى عملية مواجهة واسعة قد تدخل فيها كل التنظيمات الموجودة في الضفة الغربية والتي لديها الاف مؤلفة من المقاتلين وهذه المواجهة ستكون دموية، وستجر المنطقة في الضفة الغربية بشكل كامل، الاحتلال يواجه معضلة سياسية بعجز حكومته الخائفة من اي تصعيد عسكري من الممكن ان يؤدي الى نتائج مؤذية للاحتلال وكذلك الامر الجيش الذي لا يستطيع ولا يمتلك القدرة على مواجهة العمليات الفلسطينية ولا القدرة على الخوض في مواجهة واسعة ان دخل قطاع غزة على الخط.
إضافة الى هذه العوامل هناك بعد آخر باحتمال تمدد المواجهة إلى خارج فلسطين، هناك معادلات تحدثت عن المقاومة في لبنان، وكان هناك تجاوب مع هذه المعادلات في اليمن والعراق، وفي أكتر من ساحة، والاحتلال يدرك ان الحريق الكبير ممكن ان يجلب حريق اكبر يمتد على مستوى المنطقة.
نعم الكيان الصهيوني هو في واقع اعجز، لن يستطيع الذهاب الى عمليات واسعة، يحاول احتواء الموجة الحالية، لاعادة الوضع إلى ماكان عليه سابقاً لكن المسألة رهينة بارادة الفلسطينيين؛ رهينة بارادتهم على مواصلة المقاومة والجهاد.
أخيراً، الاحتلال يقر حالياً بان ما يسمى باتفاقية التطبيع اتفاقية ابراهام لم تستطيع ان توفر له الحماية وانه مهما ذهب الى عمليات تعاون واتفاق، وتطبيع وتنظيم مع انظمة التطبيع، لكنه لن يحل المشكلة الاساسية وهي الصراع مع الفلسطينيين، التي هي صلب الصراع في المنطقة، وطالما ان الفلسطينيون مصممون على تحرير أراضيهم، بكافة الطرق، فان كل هذه الاتفاقات لن يكون لها قيمة ولن توفر الأمان ولا الشرعية للاحتلال.
ومن هذا المنطلق العمل الفلسطيني المقاوم هو رهان كبير من اجل تحقيق الانجازات، ومن اجل ضرب هذا العدو في عمقه، وفي خاصرته، رهان كبير لكل حر في هذا العالم لكي يرى الاحتلال يتعرض للمضايقة يتعرض للضربات المؤذية، يتعرض لهذه الحالة من القلق والهستيريا التي وان خفت في حين من الأحيان ولكنها ستعود، وهذه المسالة تحت عنوان طالما هناك احتلال هناك مقاومة، والمحتلين والمغتصبين في فلسطين المحتلة لن يجدوا امانا ولا عيشا هانئا طالما انهم على هذه الأرض وطالما اصحاب الأرض لم ينسوا قضيتهم ومستعدون للقتال ودفع الأثمان الكبيرة جداً في سبيل استعادة حقوقهم.
