Cancel Preloader

الحسين جسد الضمير

Loading

بقلم: الإعلامية لبنى مرتضى
لم نيأس، ولم يزل لدينا متسع من الوقت، كي نفرش أرواحنا في طرقات البشر الذين كانوا واقفين مع انسانيتهم.
فإن ثمرة عاشوراء لاتنال في طريق البناء للتقني، وإنما تنشأ من عملية تكوين وتثقيف،
وعندما لايكون لمناسبة عاشوراء غايات خارج ذاتها، فإنها تتجاوز المفهوم الذي يقتصر على أنها مجرد وجود، فهي الفكرة التاريخية الأصيلة، وهي مهمة للفهم في إطار التكوين الإنساني.
من هنا جاءت الفكرة التي يتحدد من خلالها التوجه لإظهار المعالم الأساسية تجاه مانراه ومانتعايشه. فإن هناك مايمكن أن يسمى المرحلي أو الشمولي، والمرحلي زائل بزوال زمنه. ففكر سيدنا الحسين عليه سلام الله ركب متين تعايش مع زمنه ومكانه وتجاوز الجغرافيات كافة.
هذا الرهان الذي عولنا عليه بأن نكون على نهج بلاغة آل البيت الذي ربط بين مجالات حالة الابتكار والتنفيذ على أرض الواقع وليس الخيال الموسوم.
فنهج الكلمة المستقاة من بيت النبوة الشريف هي أداة لخدمة الإنسان وتعمل على اسعاده وهي متلازمة مع الخير والشر في الآن الواحد، فهنا نعي تلازم القلب والعقل لأنهم الصوت العالي الذي يمارس دوره في تفكيك طلاسم الظلام وبناء مسيرة طريق النور.
هذا الطريق هو دلالة الحرية إلى الناس، وأداته هي اختراق جدار السلطة الحدودية بين أجزاء كل المتغيرات ليصل بالكلمة إلى المستوى الإنساني العالي.
فالحسين ليس ذلك المتعلم الذي يقرأ ويكتب، بل هو القادر على الاستفادة من المعطى المعرفي في المنظور الانساني، وهو المستفيد من التجربة الاجتماعية المحيطة ليصنع من ذلك قوام هوية، وخصوصية تمايز مجتمعي كامل. وهو الحامل لقضية التعايش المنهجي بضمير حي كون من تداخل المعطى المعرفي مع المعطى الأخلاقي الديني المنفتح، ليصبح ذلك الإنسان الأقدر على التعامل من منظور انساني ويعطي حالة التكامل بين ماتقدمه الحياة ومايقدمه هو مفهوما خاصا ينشىء صراعا لغويا عبر هذا التعدد المتنامي الذي يحقق توازن الإنسان.
فوقعة الطف هي الحجر الذي يروي حكايا الزمان والمكان ولا تستطيع الانفصال عن وطأة نقطة العلاقة بالأرض التي أخرجت من خصالها هذه الشخصيات السماوية التي ربطت بين أرواحهم وطين حروفهم جذوة هذا الوعي وجدواه وفعاليته. لتكون لعبتهم البريئة الدالة على الإنسان وكيف كان له أن يكون.

MNews