التنبؤ بالمستقبل السياسي للمنطقة

تحديات قوية وجودية واستراتيجية تواجهها الجمهورية الإسلامية في إيران منذ انطلاقتها.
د.علي حكمت شعيب
أخطرها الحرب الناعمة التي جعلت قسماً من شعبها غير مدرك لأهداف الثورة ولا ساعياً لتطبيق الإسلام كنظام للحكم والحياة.
وبهذا النوع من الحروب استطاعت أمريكا أن تشعل الحرب بين أوكرانيا وروسيا وأن تفكك الاتحاد السوفياتي سابقاً عبر البريسترويكا أو عملية إعادة الإصلاح للنظام السياسي والاقتصادي التي قادها غورباتشوف المخدوع من قبل الغرب.
وما يميز إيران أن هناك قسماً وازناً من شعبها ما زال محافظاً متمسكاً بمبادئ الثورة ومستلهماً حركته الدينية والسياسية والاقتصادية من نهج الإمام الخميني (قده).
أما الحدث السوري فقد كان خسارة أكيدة لكنه معركة في سياق حرب يجب أن يكون هناك دراسة تقييمية هادئة له بعد أن يهدأ الانفعال الذي أحدثته الخسارة.
والأمور في سوريا متغيرة لتعدد اللاعبين الإقليميين والمحليين وفوقهم جميعاً الدوليين.
والتنبؤ بالمستقبل فيها نظراً للتسارع في التغيّرات والتعقيد الناشئ من تعدد اللاعبين أمر صعب وفيه عجلة غير مستحبة لأنه محاط بعدم اليقين.
لذلك الصبر قليلاً ومن ثم التأمل والتفكير قد ينتج فرصاً حقيقية ترمم جزءاً من الخسارة وقد تحوّل الخسارة نفسها إلى فرصة.
ولا أرى في تأخير عملية الوعد الصادق ٣ تردداً وإرباكاً لدى القادة في الجمهورية لكن هدوءاً وتفكيراً وترقباً.
فهم يملكون الكثير من نقاط القوة التي بالاعتماد عليها بعد التوكل على الله سبحانه يستطيعون حماية المحور كله وحفظ استمرارية نموه.
وسماحة القائد الخامنئي حفظه الله لا يطلق كلامه في هذا الإطار ابتغاء للشعبوية بل استناداً الى معلومات واقعية ودراسات موضوعية.
أما الواقع في لبنان والهدنة المرتقبة بعد حوالي شهر.
فلم تكن لتحصل لولا إيمان وثبات وصمود أمام الغرب وآلته العسكرية إسرائيل وهذا هو النصر بعينه وإن عادوا عدنا.
وهناك أمر آخر بالغ الأهمية ينبغي قراءته مع الوقت وهو تداعيات الحرب على الداخل الصهيوني والحراك السياسي فيه وحركة الهجرة منه وتداعيات ذلك على الميدان الديمغرافي فيه.
نصل إلى خلاصة مفادها:
عدم التسرع بإطلاق أحكام قطعية بناء على معلومات ناقصة غير مكتملة اليوم ومستقبل صعب التنبؤ به لأن ذلك يساهم في إيجاد الإرباك ولا يساعد على وضوح الرؤية من أجل الوصول إلى قرارات وأحكام رشيدة.
