Cancel Preloader
 التآمر الإعلامي في الداخل والخارج

التآمر الإعلامي في الداخل والخارج

Loading

بقلم الصحافي محمد بيضون

التضليل الإعلامي والحرب النفسية ضد حزب الله: التآمر الإعلامي في الداخل والخارج

 

لم تقتصر الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل (2023-2024) على المواجهات العسكرية فحسب، بل شهدت حربًا إعلامية شرسة كان هدفها الأساسي تشويه صورة حزب الله، والتغطية على الهزائم الإسرائيلية، والتأثير على الرأي العام اللبناني والعربي. لعبت وسائل الإعلام الدولية وبعض وسائل الإعلام اللبنانية المتواطئة دورًا رئيسيًا في تزييف الحقائق ونشر الأكاذيب، مما كشف عن مستوى غير مسبوق من التآمر المستكلب مع العدو الإسرائيلي.

الإعلام الدولي: تواطؤ مكشوف مع إسرائيل

خلال الحرب، انحازت وسائل الإعلام الغربية بشكل صارخ لإسرائيل، وعملت على:

1. طمس الحقائق حول الخسائر الإسرائيلية، حيث تجاهلت عشرات الجنود والضباط الذين قتلهم حزب الله، وركزت على أي خسائر محدودة قد يُمنى بها الحزب.

2. الترويج للرواية الإسرائيلية، من خلال تصوير الهجمات الصاروخية لحزب الله على أنها “استهداف عشوائي”، بينما أخفت الاعترافات الإسرائيلية التي تؤكد دقة الضربات.

3. شيطنة حزب الله، عبر وصفه بـ”الميليشيا الإرهابية”، في حين لم يُذكر الاحتلال الإسرائيلي كمعتدٍ مسؤول عن إشعال فتيل الحرب.

4. التقليل من قدرات حزب الله العسكرية، رغم أن الحزب أظهر قدرات صاروخية غير مسبوقة، ووصلت ضرباته إلى ما بعد تل أبيب، مما أرعب الكيان الإسرائيلي وأجبره على إعادة حساباته.

الإعلام اللبناني: خيانة الداخل وتواطؤ مع العدو

لم يكن الإعلام اللبناني بأفضل حال، بل لعب بعضه دورًا قذرًا في تضليل الشعب اللبناني وخدمة الأجندة الإسرائيلية، من خلال:

1. التشكيك في إنجازات حزب الله العسكرية، والتركيز فقط على الخسائر دون الاعتراف بحجم الضرر الذي ألحقه الحزب بإسرائيل.

2. الترويج لدعاية “لبنان أولًا”، بهدف فصل المقاومة عن الشعب، وتصوير الحرب وكأنها صراع خاص بحزب الله، متجاهلين أن العدوان الإسرائيلي يستهدف لبنان ككل.

3. بث أخبار كاذبة عن انهيار الحزب بعد استشهاد عدد من قادته، بينما كان الحزب لا يزال يقصف مواقع حساسة داخل إسرائيل.

4. محاولة زرع الفتنة الداخلية عبر التركيز على الأصوات المعارضة للحزب، وإعطاء مساحة لأبواق معروفة بولائها للخارج.

نماذج من التضليل الإعلامي

التستر على الخسائر الإسرائيلية: في حين قُتل مئات الجنود والضباط الإسرائيليين، كانت وسائل الإعلام الغربية تصفهم بـ”الإصابات الطفيفة” أو “الضحايا المدنيين”.

محاولة تشويه صورة المقاومة: عرضت قنوات لبنانية تقارير منحازة تُظهر الحرب كأنها “مغامرة غير محسوبة”، بينما كانت إسرائيل نفسها تعترف بأنها تلقت ضربات لم يسبق لها مثيل.

التلاعب بالصور والفيديوهات: نشرت وسائل إعلام تقارير ملفقة، مثل عرض صور دمار في غزة على أنها نتيجة ضربات إسرائيلية لحزب الله، في محاولة لإظهار الحزب في موقف ضعف.

الهدف من التآمر الإعلامي

لم يكن هذا التآمر الإعلامي عبثيًا، بل كان يهدف إلى:

1. إضعاف الروح المعنوية لدى جمهور المقاومة، وإيهام الشعب اللبناني بأن المعركة خاسرة.

2. تعزيز الضغوط الداخلية على حزب الله، ودفعه إلى التراجع عن المواجهة مع إسرائيل.

3. خدمة المخططات الإسرائيلية في بث الفتنة وزعزعة الاستقرار الداخلي في لبنان.

أمّا آخر الكلام

في ظل هذه الحملة الإعلامية المسعورة، ثبت أن بعض وسائل الإعلام الدولية واللبنانية أصبحت أدوات تآمر مكشوفة تخدم المصالح الإسرائيلية على حساب الحقيقة. لكن ورغم كل التضليل، ظل الواقع واضحًا: حزب الله الجبار أوقع خسائر فادحة بإسرائيل، وفرض معادلة جديدة، وأثبت أن الحرب ليست فقط في ميدان القتال، بل أيضًا في مواجهة الإعلام المستكلب المأجور.

MNews