البخاري ربما يستدعي نقابة الراقصات…
حوار خاص لموقع mnews.press مع المحلل السياسي الأستاذ فيصل عبد الساتر، حول الإنتخابات النيابية اللبنانية.
حوار وتحقيق : بتول الحلاني.
لم يعد هناك من كلام في الساحة اللبنانية من ان هناك قوى بعينها تريد تطيير الإنتخابات النيابية المقبلة المقررة في ١٥ أيار، ذلك لان الكثير من المنادين بضرورة اجراء هذه الانتخابات ربما وصلوا الى قناعة مختلفة لكن كما يقال فات السبت ولم يعد باستطاعة هؤلاء ان يغيروا من مجرى ماهو مقرر، طبعا ربما هناك شكوك وتساؤلات وأسئلة حول ما اذا كانت الحكومة اللبنانية قادرة على إجراء هذه الانتخابات بما تحتاجه من اجراءات لوجستية وتقنية وادارية وما الى ذلك، البعض يقول في مجالسه الخاصة، أنه امن كل الترتيبات اللازمة لمثل هذا الأمر، لكن دائماً في لبنان هناك المفاجآت، والمفاجآت قد تحصل في اللحظة الأخيرة، لكن يؤكد المعنيون وهنا أقصد المسؤولين المعنيين سواء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي او وزير الداخلية بسام مولوي او كل الذين لديهم علاقة بهذا الملف، أنهم يعملون ليلاً نهارا” على تأمين كل ما يلزم في هذا الإطار، يبقى الإشارة الى ان المناخات التي بدأ البعض يشيعها في الاوساط اللبنانية من أن الإنتخابات لن توصل من كان يريد الوصول اليها أو أن يحقق أهداف معينة، وفي أن هذه الإنتخابات ستكسر شوكة المقاومة وحزب الله وتحالفاته من خلالة القراءات والاستطلاعات، لذلك راينا عودة السفير السعودي على وجه الخصوص على أبواب الإنتخابات النيابية وقيامه بهذه السلسلة من التحركات الغير مفهومة والغير مقبولة والخارجة عن كل الأصول الدبلوماسية لا بل هي هتك للسيادة اللبنانية، لم يوجه أحد في لبنان إليه أي ملاحظة، علماً أنه في الأصول الدبلوماسية أن أي سفير يعود الى بلد ما بعد أزمة معينة، اول خطوة يجب عليه القيام بها، هو ان يزور وزير الخارجية للبلد المضيف وان يزور رئيس الحكومة للبلد المضيف، وهذا ما لم يحصل، يعني جاء البخاري إلى لبنان وهو أعطى علماً لوزارة الخارجية لكنه لم يطلب موعدا”،وتذرّع بأشياء أخرى، في نهاية الأمر، ان ماحصل من لقائه او بالأحرى استدعائه، لهذا العدد الكبير من الرؤساء والزعماء وسائر الأحزاب والشخصيات الذين يعتبرون أنفسهم سياديين، تبين أن هؤلاء ليس لهم علاقة بالسيادة لا من قريب ولا من بعيد، لا بل لا يشمون رائحة السيادة، لأن ألف باء السيادة تقتضي أنهم بمثل هذا الحال على الأقل كان يمكن أن يكون لهم موقف، كيف يمكن أن يستدعي سفير الى منزله، رؤساء جمهورية سابقين ورؤساء حكومة سابقين، ورئيس حكومة حالي وزعماء أحزاب وقوى وزراء، يعني لا أدري ماهو العنوان الذي يمكن أن يتقبله أي أحد في لبنان اذا كان يتحلى بشيء من السيادة والوطنية، مهما كان عنوان هذا اللقاء ومهما كان عنوان هذا الاجتماع، ماذا يعني ان يكون هناك وليمة إفطار لسفير عائد بعد مشكلة ولم يتحقق اي شيء من الحلول التي كانت مطروحة يعني لم تجنِ من السعودية اي شيء من كل الورقة التي قدمت ، كان كله كلام بكلام، هذا واضح ان السعودية هي عاجزة وفاشلة، خرجت من لبنان دون أن يعلم احد لماذا خرجت، وعاد سفيرها إلى لبنان دون أن يعلم لما عاد، وبالتالي مايحكى الان عن تنسيق سعودي وفرنسي لاجل انقاذ لبنان كله كلام بكلام، يعني حتى لو تناولنا اقسى ما يمكن تقديمه في هذا الإطار وهو ماتحدث عنه مندوب صندوق النقد الدولي إلى لبنان ٣ مليار دولار، اللبنانيون هربوا أكثر من ١٠٠ مليار دولار منذ بداية تشرين إلى الآن، يتحدثون عن ٣ مليار دولار وبشروط تكسر كاهل المواطن اللبناني.
اذا” هذا الذي يحصل معيب، واستمرار السفير السعودي بمثل هذه التحركات يجعل الريبة أكثر فأكثر اتجاه كل مايقوم به هؤلاء، وان المطلوب ربما هو تضييق الخناق، القيام بحملة كبيرة على حزب الله، في هذا الإطار، الواضح أنه ايضا لم يكتفي بالرؤساء والوزراء والشخصيات، انما عاد واجتمع مع وزراء الداخلية و مدير عام قوى الأمن الداخلي ورئيس فرع المعلومات ولا ادري اذا كان اليوم سيجتمع باحد من الشخصيات الأمنية، والعسكرية ثم بعد ذلك القضاء ثم بعد ذلك ربما يجتمع مع نقابة الراقصات في لبنان، يعني لم نعد نعلم ما الذي يريده السفير السعودي في لبنان، بكل حال سيعمل السفير السعودي كل مابوسعه، ولكن لن يغير اي شيء بطبيعة ماهو موجود في لبنان، الواضح أن الأوراق لم يعد بمقدور السعودي خلطها، وعودة البخاري تساوي عدم عودته.
بالمعنى السياسي لا أحد له مصلحة بأن ينادي بقطع العلاقات او بتلزيم العلاقات مع السعودية، لا احد ينادي بمثل هذا الأمر، ولكن السعودية تبين انها هي التي تحتل لبنان وهي التي تحتل القرار السياسي في لبنان وهي التي تضغط على اللبنانيين، وما من مسؤول في لبنان خرج ليقول، كفى لمثل هذه المهزلة ، للأسف الشديد.
بكل حال ماهو متوقع للانتخابات النيابية، الواضح ان الإنتخابات اذا ماجرت، وأعود و أؤكد اذا ماجرت، لان العذر لموضوع الإنتخابات قد يأتي في اللحظة الأخيرة لتطييرها او تأجيلها، او ماشابه، بكل حال اذا ماجرت هذه الإنتخابات لن يكون لهؤلاء أن يحققوا مايريدونه، وبالتالي واضح ان التشرزم والتشتت لدى هذه القوى سواء مايسمى أحزاب كانت الى اللحظة الأخيرة في الحكومة، ثم خرجت من الحكومة لتركب موجة الاحتجاجات، والحراك، او المنظمات التي تتاجر بإسم مايسمى بالمجتمع المدني، كلهم رؤوس كمزرعة البصل وبالتالي، لن يكون بوسعهم ان يغيروا اي شيء، حتى لو كانت النتيجة مهما كانت، هذا لن يغير شيء في واقع القرار في لبنان، وهذا ماقاله حزب الله اكثر من مرة.
هل بعد الإنتخابات انهيار ام ازدهار؟
السؤال هل ما يجري في العالم ينبئ بالازدهار، او بالانهيار؟ نحن في لبنان غير مفصولين عن كل مايجري في المنطقة، لا ننسى ان العالم الفلسطيني مع العالم الإسرائيلي بدا يتفاعل اليوم بشكل كبير وخطير جداً، ماجرى في باكستان من عزل لعمران خان، وتدخل واضح من الولايات المتحدة الأميركية يشي بالمزيد من التدخلات في أنظمة وفي دول ربما لا تريد لأمريكا ان يكون لها اليد الطولى في المنطقة، التطورات الأوكرانية الروسية آخذة بالتصعيد، مجدداً، بعد اعلان بوتين ان المفاوضات وصلت إلى نقطة الصفر، بهذا المعنى الازدهار والانهيار مسألة ليست خاصة بلبنان وحسب.
ولكن يبقى ان نشير إلى مسألة مهمة، إلى ان ماحصل من خلال مجيء وفد الصندوق الدولي إلى بيروت وتوقيع البروتوكول الاولي لمثل هذا الأمر، ربما هذا اراده البعض في لبنان ليكون نقطة إيجابية في حال حدثت إنتخابات ليعود إلى الحكومة مجدداً، وان لايكون هذا الامر قد خرج من يده، اذا صح التعبير، يعني هذه الخطوة رغم كل الملاحظات التي من الممكن ان تكوّن حولها، بالمعنى العام هي خطوة ايجابية لأنه لم يعد للبنان سوى مثل هذه الخيارات للاسف الشديد.
