
احذروا ١٧ أيار
احذروا ١٧ أيار…!
د.نزيه منصور
بتاريخ ١٧ أيار ١٩٨٣، وقعت الحكومة اللبنانية مع حكومة العدو اتفاقية تطبيع واعتراف بعد مفاوضات متنقلة ما بين كريات شمونة في فلسطين المحتلة وخلدة في لبنان، برعاية وإشراف الولايات المتحدة الأميركية بعد اجتياح لبنان واحتلال العاصمة بيروت وطرد منظمة التحرير الفلسطينية قيادة وتنظيمات عبر البحر والبر….!
واجهت القوى الوطنية والإسلامية الاحتلال وقامت بعمليات عسكرية أجبرت العدو على الخروج من العاصمة، واستمرت بملاحقته في مختلف المناطق اللبنانية حتى تحصن في المناطق الحدودية جنوب نهر الليطاني. وبعد محاولتين فاشلتين في سنة ١٩٩٣ و١٩٩٦ وتكرار الهجمات، اندحر مهزوماً في ٢٥ أيار ٢٠٠٠…!
وسبق ذلك معارضة سياسية ووطنية وإسلامية لإسقاط الاتفاقية المشؤومة، مما دفع المجلس النيابي إلى إلغائها في١٥ حزيران ١٩٨٧ بموجب القانون ٢٥/٨٧…!
وما يشبه اليوم بالأمس، حيث يحاك سيناريو طبق الأصل لفرض اتفاقية مشابهة تحت النار الناعمة والمجبولة بالدمار والتهجير، وفرض أمر واقع سياسي وأمني وعسكري بتحريض أميركي والاحتفاء بنشوة النصر، وبكل وقاحة سافرة أعلنته مبعوثة الإدارة الأميركية الترامبية، إذ بدأت ملامحه ومؤشراته الخبيثة والتحريضية بتأجيل الانسحاب واختيار الرئيسين لكل من الكرسي الاول والثالث، وملء كراسي الحكومة بموجب إفادات حسن سلوك أميركية. وها هي الخطوة التالية تبدأ من مطار بيروت بمنع طائرة مدنية إيرانية من الهبوط على الأراضي اللبنانية والتي تنقل لبنانيين بذريعة وهمية وهي نقل أموال واسلحة والحبل على الجرار…!
ينهض مما تقدم، أن الأزمات اللبنانية مفتوحة على مصرعيها لما يحاك في الغرف المغلقة والمعلنة، مع مضاعفة الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية على لبنان بشكل عام، وعلى فريق من اللبنانيين بشكل خاص، وفق استراتيجيات وآليات التنازلات المتسارعة وتحقيق الهدف الأول والأخير وهو التطبيع على قاعدة ١٧ أيار ١٩٨٣…!
وبناءً عليه، على كل القوى الحيّة والمؤمنة بوطنيتها واستقلالها وسيادتها وحقوقها ورفضها للاحتلال ومن خلفه وخاصة الحكومة اللبنانية، أن لا تنزلق في النفق الأميركي الذي ما دخله عاقل إلا وفقد كل مقومات الحياة…!
السؤال: أنتم الآن أمام امتحان عسير، إذا نجوتم فيه، نجا لبنان، وإذا فشلتم لن يرحمكم الشارع اللبناني الذي أسقط ١٧ أيار، هل تنجون؟
